والله وحشني زمانك

TT

منذ أن رحل طلال مداح، وفوزي محسون، ظننت الشاعرة السعودية الكبيرة ثريا قابل قد طوت أوراقها، واستسلمت للصمت، ولكنني حينما التقيتها قبل عامين سألتها عن حالها مع الشعر بعد رحيل الكبار، فقالت: حالي كحال من تصفه فيروز:

«يبكي ويضحك لا حزنا ولا فرحا

كعاشق خط سطرا في الهوى ومحا»

فهي لم تزل تكتب الشعر ويكتبها، ولكنها تضن بشعرها أن ينبت على غير حناجر العصافير.

يومها قلت لثريا:

ـ يا شاعرة الزمن الجميل نشتاقك، ومع هذا لا نطالب بحضورك، فليل الفن داج، ومثلك لا يليق به سوى صباح.

وحينما التقيت بالفنان محمد عبده بعد أيام من ذلك اللقاء دار الحديث بيننا عن ثريا، وشعر ثريا، ووجدت في أعماقه حنينا إلى زمن الفن الجميل، فهو الوحيد القادر على أن يطلق من جديد فراشات الكلام التي تغزلها ثريا من وجدان الحيارى، وأحاديث العاشقين.

هذا الصباح جاءني صوته نديا ـ ضمن ألبومه الجديد ـ يغني من كلمات ثريا:

«والله وحشني زمانك

جلستك، حضنك، حنانك

حطني جوه بعيونك

شوف بي الدنيا كيف

أحلى من شوقي وجنونك

لما أجيلك يوم ضيف

والله واحشني زمانك

جلستك، حضنك، حنانك

*

ودي أشيلك وأسافر

واترك العالم وأهاجر

حتى تعرف لأجل عينك

قد إيه أقدر أخاطر»

هذا الصباح أحسست أن زمن «التيك أواي» الغنائي يمكن أن ينحني في حضور «سلطنة» الطرب الجميل، ويعود زمن «السميعة»، فحينما تجتمع آخر القطرات في كأس الأصالة الفنية، محمد عبده وثريا قابل، لا بد أن نردد: «والله وحشني زمانك».

[email protected]