ووقع سيدهم في الفخ!

TT

دعونا من هجوم حسن نصر الله على المحكمة الدولية، فما هو إلا ربكة واضحة، وإلا كيف نفسر احتفائية شخصيات الحزب بعد إطلاق سراح الضباط الأربعة، والخطابات النارية التي ألقوها يومها، إلا إذا كان قادة حزب الله منقسمين فيما بينهم!

المهم في حديث نصر الله هو ما قاله عن اغتيال رفيق الحريري، ودعوته إلى الانفتاح على كل الاحتمالات ومن ضمنها «أن تكون إسرائيل من نفذ عملية الاغتيال»، مضيفا أن سعد الحريري قال: «إنه لا يمكن لفرد أن ينفذ عملية كاغتيال الحريري، وهذا أمر صحيح، وهنا أسأل: هل يمكن لإسرائيل تنفيذ مثل هذه العملية؟ طبعا. هل لإسرائيل مصلحة بتنفيذ العملية؟ طبعا، فإسرائيل كانت ترغب بحرب أهلية بلبنان تكون المقاومة فيها طرفا».

حسنا، دعونا نساير بن نصر الله، ونسير على فرضيته، ونقوم بجرد «فرضيات سياسية» تدعم موقفه، وتجد رواجا بين كثير من العرب حول تورط إسرائيل في جرائم كبرى استهدفتنا. فما هي هذه الفرضيات؟

أولها إن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش قد قام بتنفيذ المخطط الإسرائيلي لإسقاط نظام صدام حسين، كما يؤمن كثير من العرب بفرضية أن إسرائيل هي من سمم الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

واليوم يخرج لنا بن نصر الله بقوله إن إسرائيل هي من يقف خلف اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وهنا يصبح السؤال الواجب طرحه كالتالي: من المستفيد من كل تلك الجرائم الإسرائيلية؟ تعالوا نحصيهم.

فلسطينيا أبرز المستفيدين حماس، حليف إيران القوي، وشاهدنا قادة الحركة وهم يصلون في محراب طهران. وعراقيا يكفي فقط أن نذكر بأن واشنطن اليوم تفاوض إيران من أجل العراق. وهذا ليس كل شيء، فها هو حزب الله يفاوض البريطانيين من أجل أسرى بالعراق أيضا!

أما لبنانيا فالمسألة لا تحتاج لسرد مطول، فقد بات حزب الله «الملك المقدس» بحجة الثلث المعطل، وهو الذي احتل وسط بيروت، وزعيمه بن نصر الله هو الذي تفاخر كونه فردا في حزب الولي الفقيه.

وعليه فإن المستفيد الأكبر من كل جرائم إسرائيل هي إيران وعملاؤها بمنطقتنا، وهنا علينا أن نتذكر شكوى مرشد الإخوان في مصر مهدي عاكف حين قال إن «السنة غلابة»! فهل يعي حسن نصر الله الآن أنه قد وقع في شر أعماله حين أراد الاستخفاف بعقولنا؟

جرائم إسرائيل بحقنا نعرفها جيدا، لكن آخر ما نريده أن يبرر الآخرون جرائمهم بحقنا بحجة إسرائيل، وعليه فإن تخبطات بن نصر الله تبين أن الحزب في مأزق، فهو غير قادر على استخدام سلاحه تجاه إسرائيل بسبب القرارات الدولية، وتذمر أتباعه مما حل بهم في حرب 2006. كما أن باقي اللبنانيين لا يثقون بسلاحه الذي استخدمه ضدهم. وعربيا عاد حزب الله إلى حجمه الطبيعي كأداة لإيران، لا أكثر ولا أقل، بعد اكتشاف أمر خليته في مصر.

حقا لقد وقع نصر الله في الفخ!

[email protected]