نستطيع أن نجعلها عامرة بنا ولنا!

TT

عندنا في مصر مشكلة تعمير سيناء، أرض خالية على حدود إسرائيل وفلسطين والأردن والسعودية. وقد أقمنا فيها بفضل السلام مع إسرائيل عشرات القرى السياحية البديعة. وبعض المصانع. ولكن لا تزال سيناء خالية. فما الذي يمكن عمله؟

إنهم في إندونيسيا عندما فكروا في خلخلة بعض الجزر (ثلاثة آلاف جزيرة) وتخفيف الكثافة السكانية، كانوا يقومون بتهجير القرية كلها ـ أي العائلات المترابطة والأقارب والمصالح ـ بالقوة!

ولكن الكاثوليك كانوا أبرع في التبشير بالديانة المسيحية، وقيل ان سيدة نافذة كانت تساعدهم على ذلك. وكان يسمونها الـ10 في المائة، لأنها تتقاضى مبالغ مالية عن كل مسلم يتحول إلى المسيحية. وهذه المبالغ تصل إلى عشرة في المائة ـ هكذا قيل.

ولكن الكاثوليك كانوا يختارون الجزيرة التي سينقلون إليها المسيحيين الجدد، فقبل وصولهم تكون الكنائس والمدارس والمستشفيات والسوبر ماركت قد سبقتهم جميعا. فإذا ذهبوا كانت وسائل الحياة العادية والروحية ميسرة.

ونحن في مصر لا نستطيع أن ندفع الناس بالقوة من الدلتا إلى سيناء، وفي نفس الوقت لم نستطع أن نفعل ما فعله الكاثوليك من تجهيز لأدوات الحياة قبل مجيء المهجرين.

وكل ذلك يحتاج إلى وقت وإلى مال وإلى أن تكون هناك أماكن للعمل: مزارع، مصانع، قري جديدة، وهذا أيضا يحتاج إلى مال وذهب.

وعندنا في مصر مشكلة أخرى.. فإذا نحن أعددنا كل شيء للمهاجرين الجدد، زاد عدد السكان مليونا ونصفا كل سنة. فنحن الآن حوالي ثمانين مليونا، ولم تفلح تماما كل وسائل تحديد أو تنظيم الأسرة. فلا يزال عندنا فقهاء يتربعون على مقاعد الإفتاء ويرون أن تحديد النسل حرام، ولم يقولوا لنا إن كان الفقر حلالا والبطالة والبلطجة والانقلاب على المجتمع باسم القلق والضيق والملل!

والمشاكل كلها ليست في صحراء سيناء، وإنما في وديان الدلتا، فمن هنا تبدأ المشاكل، وهنا تولد الحلول إن ولدت، وإن لم تكن مبتسرة.

ولكن الشعب الذي استطاع أن يعيد سيناء بالقوة، وأن يقوم بتعميرها بالعقل والعلم والإرادة، وأن يحقق لها الجمال والأناقة والمتعة معا، لقادر أن يزرع سيناء بالأشجار والأزهار، وأن يملأ أرضها وسماءها: شبابا وحيوية وسلاما!

اللهم آمين..