نعيش على الحافة بين الموت والحياة!

TT

لها شكل الفزورة. ولكنها حقيقة علمية مؤكدة. والحقيقة هي توازن قوى البيئة.

يقال إن (العوانس) في بريطانيا هن اللاتي أبقين على الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس. كيف؟ فالعوانس يحببن القطط. وقد أتين بها من أماكن مختلفة من العالم! وانطلقت القطط تأكل الفئران التي كانت تأكل النحل.. وإذا اختفي النحل فلن يتم تلقيح زهور نبات البرسيم. ولولا البرسيم ما امتلأت الأبقار لحما وشحما. وهذا اللحم هو الذي تحبه القوات المسلحة البريطانية. وتكتسب به القوة والقدرة الفائقة في الدفاع عن الإمبراطورية!

نموذج آخر: عندما أصبحت شنط السيدات المصنوعة من جلد الثعابين موضة كاد الهنود أن يموتوا من الجوع. لماذا؟ لأن الثعابين هي التي كانت تلتهم الفئران التي تلتهم القمح. ولذلك منعت الهند صيد الثعابين. لتعود الثعابين تفترس الفئران التي تفترس طعام مئات الملايين في الهند..

وعندما انتشرت الفئران في أستراليا أتوا لها بالقطط وعندما راحت القطط تفترس الطيور أتوا لها بالكلاب وعندما توحشت الكلاب فالتهمت الطيور والأغنام الصغيرة أتوا لها بالذئاب.. ولما تكاثرت كل هذه الحيوانات كان لا بد من السموم ومن إطلاق الرصاص لكي تعتدل قوى البيئة بين النبات والحيوان والإنسان.. والمثل اللاتيني يقول: الإنسان للإنسان ذئب.. وهو ذئب وكلب وقط وفأر وثعبان.. وكل هذه الحيوانات تحتشد في القفص الصدري للإنسان.. وأقوى من كل الحيوانات: الميكروبات والفيروسات.. ويعمل العقل الإنساني ويبتكر ما يحميه من كل هذه الكائنات المفترسة لكي تتعادل قوى البيئة..

وهكذا نعيش على الحافة بين الموت والحياة: موت أعداء الإنسان من الحيوان والإنسان أيضا!