كيف تحتال لكي تعيش؟

TT

سبحان الله، كيف خلق هذه الكائنات أشكالا وألوانا وأحجاما. ثم كيف أعطاها ما تعيش به وما تعيش عليه، وزودها بأسلحة تحميها من الوحوش.. لأنه يريدها أن تعيش.. أو نعيش نحن أيضا..

عندنا في مياهنا أسماك اسمها (الرعاش)، إنها ترتعش دائما، مع أنها ليست محمومة. وهذه الرعشة تعكر الماء فلا تهتدي الأسماك المفترسة إليها.. أو إذا حاول أن يلمسها أحد ارتجفت يداه..

وهناك أيضا ثعبان الماء، الذي له ذيل يصعق من يلمسه. وهذا الذيل به شحنة كهربية تتولد من خلاياه.. ولها قدرة على أن تقتل أي حيوان آخر. ومن الممكن أن تقتل طفلا..

وهناك أسماك تعيش في الطين. وفى نفس الوقت لها قدرة محطة رادار صغيرة. فهي تحت الطين ولكنها بأشعتها الرادارية التي تصطدم بالأحجام الطافية ثم ترتد، تعرف حجم العدو القادم، فتتوقف في الوحل أو تطفو إن كان كائنا صغيرا يمكن التهامه. كيف؟ الله أعلم..

وهناك بعض العناكب تستطيع أن تنسج أجساما لها شكل العناكب وحجمها. فإذا أقبلت الحيوانات المفترسة وجدت النسيج ولم تجد العنكبوت!

ومن الثعابين في مطاردتها للإناث تفرز رائحة، فإذا أرادت أن تفلت من الذكور أفرزت رائحة الذكور، وإن أرادت أن تفلت من الإناث أفرزت رائحة الإناث.. وكثيرا ما سارت الذكور بالألوف وراء أنثى، وتكتشف بعد ذلك أنها ذكر أراد أن يضلل الذكور لينفرد هو بالأنثى التي يطاردها.

وكثير من الحيوانات الصغيرة والطيور الضئيلة تنفخ صدرها وتنكش ريشها، فتبدو أكبر حجما كأنما تهدد أو تخيف من يحاول الاعتداء عليها.. وأحيانا لا تملك إلا أن تضحك، عندما تجد عصفورا صغيرا أحس باقتراب فيل، فراح ينفخ صدره وينكش شعره، يحاول أن يكون واحدا على ألف من قدم الفيل..

وحيوانات تطلق غازات، وحيوانات تنشر سوائل محذرة، وحيوانات ترسم عيونا على الأرض وعلى الماء توهم وتخيف. سبحان الله وكلها أسلحة وأدوات قتل من أجل الحياة!