هكذا حلمت بأوباما

TT

دخلت على الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مكتبه البيضاوي في واشنطن، وهو يتمتم بصوت مرتفع: يخرب بيته، يخرب بيته، يخرب بيته!!

قلت له يا سيادة الرئيس، قبل أن أستفسر عن هذا المنحوس، الذي تدعو عليه، لفت نظري أنك دعوت عليه بدعوة عربية شهيرة، فنحن الأميركيين نلعن من يغضبنا ولا ندعو عليه بخراب البيت كما يفعل العرب!!

أوباما: آآآه من الرئيس السابق بوش، الذي خرب البيوت الأميركية بما فيها البيت الأبيض، وطور قدراته الخرابية لتطال بيوت الناس في العالم كله، وخاصة البيوت العربية والإسلامية، ولهذا دعوت عليه بدعوة عربية مؤثرة، وهل أعظم من خراب البيت؟ بوش هو الذي اضطرني بسبب تخبطات سياسته الغبية أن أرتب لخطاب خاص وثقيل، أوجهه للعالم الإسلامي من القاهرة الشهر القادم.

قلت لأوباما: أرى أن مخاطبتك للعالم الإسلامي شأن طبيعي!!

قاطعني أوباما مغضبا: شأن طبيعي!!!؟ هل سمعت أن رئيسا روسيا أو صينيا قد ترك بلاده فتوجه إلى جاكرتا ليخاطب العالم الإسلامي؟ أو أن زعيما أوروبيا غادر إلى الرياض ليوجه خطابا مماثلا؟ بل هل مر عليك رئيس أميركي قبلي قد ركب طائرته الرئاسية خصيصا ليتوجه إلى أي عاصمة إسلامية ليوجه خطابا اعتذاريا يدفق فيه ماء وجهه كما سأفعل في القاهرة الشهر القادم، بجد أنا ممتن للعرب على العمق البلاغي في دعوتهم «يخرب بيته»، الله يخرب بيته!!!

قلت لأوباما: أرجوك سيادة الرئيس، يكفي تخريبا لبيت الرجل!!! أظن أن أعمدة بيت بوش الخرسانية قد تخلخلت الآن من هذه الدعوة العربية القوية، وأظن أن من الواقعية أن ننسى بوش، ولنتفرغ في خطابك القادم لتنظيف ما لطخته يداه، فالرئيس بوش، في النهاية أميركي، والآثار المدمرة التي ألحقتها سياسته في العالم الإسلامي محسوبة في النهاية على أميركا والحكومة الأميركية وليست عليه فحسب.

أوباما: لا علينا!!! المهم، أراك تتأبط هذه المرة عددا من الملفات على غير العادة، لعل لديك تصورات جديدة لحل الأزمة المالية الخانقة وارتفاع معدل البطالة!!؟

قلت للرئيس: أي أزمة وأي بطالة؟ يجب أن تستنفر خبراتك أنت ومستشاروك هذه الأيام للاستعداد جيدا لما ستخاطب به العالم الإسلامي، فالمسلمون وهم ثلث العالم تحولوا إلى آذان ضخمة تحسبا لما ستقوله في خطابك القاهري، المسلمون من تطوان المغربية إلى جزر الملك الإندونيسية مكلومون محبطون مقهورون، بسبب سياسة الرئيس بوش، التي آذتنا وأحرجتنا، يخرب بيته، الله يخرب بيته!!

أوباما: هاهاهاها!! أظن أنك أجهزت على بيت الرئيس بوش، المهتزة أساساته أصلا من استخدامي لهذه الدعوة العربية، أتخيل بوش الآن بالكاد يطل بوجهه تحت أنقاض منزله المخرب، ولارا تنفض عنه الغبار!!

قلت للرئيس: عفوا يا سيادة الرئيس، فسياسة الرئيس بوش الرديئة تخرج أي حليم من طوره، ولو كان هناك شيء غير خراب البيت لزدت عليه إنفلونزا الخنازير!!

أوباما: وباء إنفلونزا الخنازير الذي أرعب سكان كوكب الأرض هذه الأيام يهون كثيرا عند العدوى، التي أصابت الناس في العالم بسبب وباء سياساتنا، خاصة في العالم الإسلامي.

هذه تفاصيل الجزء الأول لحلم اللقاء بالرئيس أوباما، وقد سألت مفسرا للأحلام عن أي شخص يرى الرئيس الأميركي أوباما في المنام، فقال (الذي يقابل أوباما في المنام سيناصر المهضومة حقوقهم بقوة النظام، وسيظن أنه محسن وهو في الحقيقة كالدمية) فحمدت الله أن حلمي مع أوباما حلم يقظة، ولأحلامي مع الرئيس أوباما بقية، حتى يحين موعد خطابه في القاهرة.

[email protected]