صلع الإناث النموذجي

TT

أتاني في رابعة النهار، ولم أعرفه لأول وهلة، فحاله وشكله قد تبدلا نهائيا، ليس إلى الأحسن، ولكن إلى (الأضحك).

فبينما كنت أشاهده دائماً بشعره (المسبسب) المنسدل إلى حد كتفيه، والذي يربطه للخلف بين الفينة والأخرى كذيل الحصان.. أما عندما أتاني اليوم فقد كان (لمعان) صلعته يكاد يجهر عيني من وهج الشمس في عز الظهيرة.

ذهلت من هذا التبدل الذي طرأ عليه بدون سابق إنذار، واعتقدت في البداية أنه قد حلق رأسه (زلبطه) مثلما يقولون تماشياً مع الموضة التي يتبعها بعض الشباب، أو أن مرضاً جلدياً قد غزا رأسه (وحلت) شعره على الآخر، ولا يمكن أن يكون هناك سبب ثالث قد حصل له، لأنني متأكد أن الخراف والأبقار لا ترعى الشعر.

وما أن استوى جالساً على كرسيه، وشاهد علامات التعجب بادية في عيني، حتى قال لي قبل أن أسأله: إنني ذاهب إلى الهند بعد أسبوع.

ازداد تعجبي أكثر وأكثر، فما دخل الهند في تغيير شكله؟!

وقطع علي حيرتي عندما قال: إنني طوال السنوات الماضية التي كنت تراني فيها بشعري الغزير إنما كنت ألبس (باروكة) من الشعر دائماً وأبداً حتى عندما أنام وأتحمم، أما قبل أسبوع فقد خلعتها حسب نصيحة طبيب، وهو الذي أشار علي بالذهاب إلى هناك لأنهم أوجدوا طريقة ناجعة لتوقف تساقط الشعر وتنميته من جديد.

قلت له: لماذا لديك هذه الحساسية المفرطة من هذا الموضوع، ألا تعلم أن الصلع مواكب للتفوق، ودلالة على الرجولة والفحولة؟!، بل أنه أحياناً يكون دلالة على الأنوثة الحقة ولا يحمل هذا الشرف إلا القليلات من النساء اللواتي يصبن بالصلع الذي يطلق عليه مسمى (صلع الإناث النموذجي)، وسبق لي أن فتنت غراماً وهياماً وتغزلت بصلعة إحداهن، غير أنها للأسف لم تتجاوب معي ووبختني وكادت تمد يدها عليّ، ولكن ما علينا الآن فنورني الله ينور عليك، فما هو ذلك الاختراع الذي اخترعوه في الهند للقضاء على ذلك التساقط؟!

قال: إنه ليس اختراعا ولكنه اكتشاف، فبعد التقصي والبحث ثبت لأحد الجراحين أن الرجال (الخصيان) هم المؤمنون ضد الصلع.

قلت له بفزع: يا ساتر (!!)، اللهم حوالينا ولا علينا، وهل أنت ستذهب إلى هناك من أجل أن تخصي نفسك؟!

أجابني بثقة يحسد عليها قائلا: وما المشكلة في ذلك؟!، خصوصاً أن شعري سوف ينمو من جديد، فالتضحية من هذه الناحية واجبة، ولمعلوماتك فقد أجرى ذلك الجراح عشرات العمليات الناجحة، وعيادته معروفة في (نيودلهي)، ويملك أمضى السكاكين حدة، ويده ماهرة جداً، ويقطع أي عضو في غمضة عين، وهو زيادة في الاطمئنان يعطي ضمانة أنه بعد إجراء العملية لن تسقط من رأس الزبون شعرة واحدة. وأسعاره معقولة جداً، فسعر القطع السريع (700) دولار، والبطيء (300) دولار فقط.

وللأسف فهذا العلاج مقتصر فقط على الرجال، إذ أنهم لم يوجدوا حتى الآن علاجاً لصلع الإناث النموذجي، رغم أن ذلك الجراح ما زال يجري التجارب على بعض النساء، ويعدهن خيراً.

[email protected]