ولكنها غلطة صغيرة جدا!

TT

المثل الشعبي يقول «صديقك يبلع لك الزلط، وعدوك يحصي لك الغلط»!،أي الصديق يرى عيوبك صغيرة، وعدوك يراها جسيمة..

والناس على استعداد دائم لأن يعدّوا الغلط وينسوا ما عدا ذلك.. فرائد الفضاء الأمريكي أرمسترونج أول إنسان نزل على القمر.. ومن شدة اضطرابه وتجربته الفريدة في التاريخ، قال «هذه خطوة صغيرة لإنسان، خطوة كبيرة لإنسان». والخطأ أنه لم يقل العبارة التي كتبوها له في الأرض، ونسيها عندما ارتفع في السماء: «هذه خطوة صغيرة لإنسان، خطوة كبيرة للإنسانية!».

نسوا الأبهة العلمية والعظمة الريادية في الفضاء، وأمسكوا عليه هذه الغلطة!

وشاعرنا العظيم أحمد شوقي له قصيدة بديعة عن الكتاب، وعلاقتنا بالكتاب، حيث قال:

أنا من بدل (بالكتب) الصحابا

لم أجد لي وافيا إلا الكتابا

كلما أخلقته جدَّدني

وكساني من حلي الفضل ثيابا

صالح الإخوان يبغيك التقى

ورشيد الكتب يبغيك الصوابا

إلى آخر القصيدة الجميلة. ولكن أين الغلطة؟ الغلطة في الشطر الأول من البيت الأول: «أنا من بدل بالكتب الصحابا..». هو أراد أن يقول «أنا مَنْ بدَّل بالصحب الكتابا..»، لأن الباء تدخل على الشيء المتروك. وهو يريد أن يقول إن الكتب أغنته عن الأصدقاء، وليس الصحاب الذين أغنوه عن الكتب. وإيه يعني هذه الغلطة، بينما القصيدة والديوان في قمة الجمال؟!

وعالم الفيزياء الذي فاز بجائزة نوبل مرتين، مرة عن اكتشافاته في علم الفيزياء والكيمياء، ومرة لدعوته إلى السلام. وهذه حالة نادرة بين العلماء. وعندما صدر كتاب عن (التخريف والهلوسة) عند العلماء، قالوا «إن هذا العالم الجليل سقط سقطة لا يمكن اغتفارها»، فماذا قال؟ قال، لا فض فوه، ولا ثكله ذووه «إن فيتامين ج يطيل العمر!».

.. فسقطوا جميعا من السماء إلى ما تحت الأرض!