بالشكر تدوم النعم

TT

بالشكر تدوم النعم ـ هكذا هم يقولون.

إذن اشكروا الله ثم العِلْم، الذي زاد متوسط أعماركم من 40 سنة قبل قرن من الزمان إلى 70 سنة عام 2009.

والذي يسّر الولادات، وأزال رعب الأمهات من إصابة أطفالهن بالشلل.

والذي جعل الناس يسيرون في الطرقات آمنين دون أن يحملوا الهراوات والخناجر والمسدسات.

والذي ذلل لكم «الصرف الصحي»، وجعلكم تقضون حاجاتكم في بيوتكم بدلا من الخلاء.

والذي جعلكم تطيرون، وتأكلون فاكهة الشتاء بالصيف، وفاكهة الصيف بالشتاء.

والذي ألبسكم «النظارات»، وشرّط عيونكم، وجعل «الأطمش» منكم كأنه «زرقاء اليمامة».

والذي استدل لكم على الحبة «الزرقاء» ليحولها من دواء يرفع الضغط إلى دواء يرفع الروح المعنوية التي لا تستحقونها.

والذي جعل لكم البترول والطاقة الشمسية ذلولا لتركبوها بدلا من البغال والحمير.

والذي ألبسكم بنطلونات «الجينز» لتغطّوا بها سوءاتكم وتستعرضوا بها مؤخراتكم.

والذي أنار لكم ظلام الليل، وجعل الكهرباء شمسا ساطعة تدخل حتى غرف النوم.

والذي جعلكم تتبادلون الصور والمقاطع بتلفوناتكم المحمولة مهما بعدت بينكم المسافات.

والذي اخترع لكم حفاظات الأطفال وواقيات النساء.

فمتى تكونون حقا شعوبا وقبائل «لتَعَارَفُوا»، لتدوم عليكم النعم؟ متى يا «.........»؟!

* * *

يؤكد علماء النفس أن 40% من الأشياء التي تقلقنا لن تحدث أبدا، لأن 30% من تلك الأشياء قد حدثت بالفعل، وأن 12% منها تتعلق بمخاوف صحية لا أساس لها، وأن 10% تتعلق بأمور مختلفة نتعرض لها كل يوم وهي لا تفيد أبدا، فلا يتبقى سوى 8%.

فعليك أن تقلق أقل، وأن تعمل أكثر، فالقلق إنما هو مثل «الكرسي الهزّاز» لن يجعلك تتقدم، وإنما تراوح في مكانك.

ومن هواياتي المحببة أنني أجلس كل يوم ثلاث ساعات متواصلة على «كرسيِّي الهزاز» في منزلي، وأتهكم على الناس من بعيد، وفوق ذلك كله، أقول: إنني مظلوم.

* * *

هل صحيح أنه أينما وُجد الحب، وُجد الله؟!

صحيح جدا جدا.. جدا.

وليرضَ من يرضى، وليغضب من يغضب.

[email protected]