رب البيت

TT

التقيت مرة على عشاء في جنوب فرنسا المغني الأميركي طوني بينت (آخر رفاق سيناترا ودين مارتن)، وصدف أن مقعدي كان إلى جانبه. وفهمت منه أنه جاء للغناء في حفل يقيمه أحد أقرب أصدقائه، لكن هذا لا يمنع أنه سيتقاضى نصف مليون دولار عن السهرة. وعرفت منه، للمرة الأولى، معنى كلمة «كروفر»، وهي المطرب الذي يؤدي أغاني رومانسية.

كان السنيور سيلفيو برلسكوني مغنيا من هذا النوع على ظهر السفن المبحرة، وليس في ملاهي اليابسة. وقد تعرف على زوجته، السيدة فيرونيكا عندما رآها تمثل شبه عارية في مسرحية بعنوان «الزوج الرائع الكثير القرون». وقد تصادقا عقدا كاملا قبل إتمام الأفراح منذ 19 عاما.

وعندما قيل للسنيور برلسكوني إن الفتيات ينادينه «بابا»، قال إن ذلك أفضل من «جدو». وإلى جانب سمعته النسائية، هناك مفاكهات برلسكوني التي تشبه القفشات المسرحية التي اعتاد عليها في المراكب. فقد هنأ باراك على أن الشمس قد «حرقته كما يجب». ومرة أخرى غافل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل و«نقزها» صارخا «كوكو!». وفي «قمة العشرين» نادى أوباما من بعيد هاتفا «باراك!»؛ فعلقت الملكة إليزابيث بالهدوء الإنكليزي «لماذا يفضل هذا الرجل الصراخ دائماً؟!».

وقبل سنوات نشرت «النيويوركر» جردة في نسائيات حاكم إيطاليا، وذكرت أنه عين الوصيفة الأولى في انتخابات ملكة جمال إيطاليا، السينيوريتا مارا كارفانغا، «وزيرة للفرص» في حكومته. والإيطاليون مبسوطون، وهم شعب يغني، برغم أنهم الدولة الأكثر مديونية في منطقة اليورو. ومنهم، كما نعرف، بافاروتي، وقبله ماريو لانزا، وقبله كاروزو. وأيضا السنيور بنيت الذي ذكرناه في البداية، وكذلك فرانك سيناترا، ودين مارتن. ومن إيطاليا كان أسلاف السنيور برلسكوني السادة: دون جوان، وروميو، وفالنتينو. وإلى بلاد العشق جاء العاشق الإنكليزي اللورد بايرون، الذي لا أدري لماذا اشتهرت مرحلته في البندقية، وأغفلت مرحلته في الأندلس، حيث كتب أشهر روائعه، وأهمها «تشايلد هارولد».

وقد روى لي المستر بينت ذلك المساء أن الصديق الأميركي الذي جاء يغني في ميلاده بأجر قدره نصف مليون دولار، صاحب فضل كبير عليه، أنقذه يوما من الإفلاس، وتسبب مرة أخرى في ثروته عندما باعه أسهما بعشرة دولارات للسهم، ارتفعت إلى 310. ومع ذلك، سيتناول أجره كاملا، كأن تقول في أميركا «بيزنس إز بيزنس».