أنت جميل زي القمر؟!

علشانك يا قمر.. اطلع لك القمر.. رأت قمر السماء فذكرتني.. يا قمر نورك زاهي مِرْسِي والله.. قمر له ليالي..

وقال مصطفى صادق الرافعي:

يا من على البعد ينسانا ونذكره

لسوف تذكرنا يوما وننساكا

إن الظلام الذي يجلوك يا قمر

له صباح متى ندركه أخفاك

وألوف من أبيات الشعر والأغاني كلها تتغنى في جمال القمر.. حتى بعد أن عرفنا أن القمر كتلة من الحجارة انفصلت عن الأرض من أربعة آلاف مليون سنة. وكان سبب الانفصال أن جسما سماويا لا نعرفه قد ارتطم بالأرض فانشقت عن قمر يساوي ربعها في الحجم. ودرجة حرارته نهارا من 154 مئوية وليلا 151 تحت الصفر.

وكان الأقدمون يتهمون القمر بأنه أصابهم بالجنون. وأن في ليالي القمر تظهر الوحوش، والذئاب تعوي وتهدد الإنسان. وكنا نرى في القمر وجوها تنظر إلينا فنبتسم، وكأن الابتسامة دعوة: أهلا وسهلا ومرحبا.. ثم قبلنا الدعوة يوم 20 يوليو سنة 1969 عندما هبط أول رائد للفضاء.. واحتاج هذا المشوار الصغير إلي سبعين ساعة في صاروخ ينطلق بسرعة 28 ألف كيلومتر في الساعة. وقرر الأمريكان وقف الرحلات الفضائية إلى القمر سنة 1977. ولكنهم قرروا أن يعاودوا الرحلات لأسباب أخرى، وهي كيف الحياة تحت قشرة القمر.. أي كيف يعود الإنسان مرة أخرى إلي حياة الكهوف.. ثم إن القمر سوف يكون محطة انطلاق إلي الكواكب الأخرى..

كل ذلك نعرفه الآن صغارا وكبارا. ولكن لا نزال نقول: أنت زي القمر.. ولا نقصد إلا أنه في جماله وليس في حرارته أو برودته وأنه يبعد عنا مترا كل سنة!