صديقنا العنكبوت!

TT

يقوم العنكبوت بتخدير ضحيته قبل التهامها.. وهذا منتهى الرحمة والانسانية منه.. واقول الانسانية تجاوزا.. فأكثر البشر لا يرحمون ضحاياهم. ولا اظن ان القاتل المحترف يخدر ضحاياه قبل تعذيبهم.. او قتلهم.. ولا نسفهم.. او نفخهم.. ومع ذلك فالناس تكره العناكب.. ولست من هؤلاء الكارهين.

فليس بيني وبين العناكب عداء من أي نوع، وعدا بعض العناكب الضخمة التي تعيش في بعض غابات اميركا الجنوبية والتي يقال انها متوحشة، فان العناكب التي اقابلها في حياتي حشرات مسالمة.. كل مهمتها تدبير غذائها اليومي من الذباب والناموس. وهما بالتأكيد اشد خطرا على الانسان من العنكبوت.. فهو لا يعض.. ولا ينقل الجراثيم.. ولا يزعج النائمين، ولا المستيقظين..انه كائن في حاله.

كما انه في رأي العلماء يعتبر شُع العنكبوت آية في الدقة والمتانة. كما ان خيوط العنكبوت اقوى من خيوط الصلب وأكثر احتمالا بالاضافة الى مرونتها المتناهية.

وقد قرأت شيئا يضاف الى فضائل هذه الحشرة المكروهة من دون سبب، فقد اكتشف العلماء ان المادة المخدرة التي يفرزها العنكبوت بامكانها انقاذ المصابين بجلطة المخ.

ان مكونات المادة المخدرة التي يفرزها العنكبوت لها القدرة على وقف التأثيرات الضارة لمادة كيماوية سامة يتم افرازها في المخ في اعقاب اصابة الشخص بالسكتة الدماغية.

انه من المثير ان تكون العناكب قادرة على تزويد الانسان بالمفاتيح اللازمة لحل بعض من اخطر واكثر المشاكل شيوعا في مجال الاضطرابات العصبية.

ويفكر بعض العلماء في اعداد مزارع لتربية واكثار العناكب لاستخلاص هذا السم المدهش، لانقاذ حياة ضحايا السكتة الدماغية.

ورحم الله احمد شوقي حين قال:

ومن السموم الناقعات دواء.