الشعراء في إخوانياتهم

TT

ما اظرف الاطباء، والجراحون منهم بصورة خاصة عندما يتعاطون الشعر والادب والفن، انها مهربهم وملاذهم في عوالمهم الأليمة، عوالم الدم والجرح والمرض، ما بين الموت والحياة. كذا يفعل الجراحان الاختصاصيان والزميلان سالفا ولاحقا، البروفسور ربيع السعيد عبد الحليم من مصر والبروفسور اسل عز الدين من العراق. عملا في السعودية ثم فرقتهما يد الدهر، وعادت فجمعتهما في مدينة كارديف، عاصمة ويلز في بريطانيا. وكانت المناسبة حفلة اجراها الاطباء العرب في ولاية ويلز. اثارت المناسبة بالطبع ذكريات وعتابات وتساؤلات تمخضت عنها هذه القصيدة التي نظمها البروفسور اسل لزميله البروفسور الشاعر ربيع السعيد. استهلها قائلا:

حُيّيت عنا يا ثُعَلْ ما لاح فجر او اطلْ ذكرتني ما قد مضى فتسارعت مني المقل وذكرت عهدا سالفا يا ليته لما يزل الحب ملء جوانحي والحب منه ما قتل لكنني اخفي الذي لو قلته لم يُحتمل فلأنت اعرف بالذي ضاقت به كل الحيل ولأنت أدرى بالذي رفع الرغام الى القُلل ولأنت أدرى انني لا استكين الى الدجل فإذا الرماح تشابكت فحذار من وقع «الأسل» وهذه لمحة ظريفة من الشاعر الطبيب في تسخير اسمه نحو هذه التورية اللطيفة. ولكنه يمضي فيخرج في تشابك الرماح والسيوف ليدخل هذه التسبيحة الروحية، فكلا الشاعرين ممن انعم الله تعالى عليهم بايمان عميق:

والله جل جلاله ساوى البرية في الجعَلْ والارض واسعة لمن رام الكرامة في العمل والله يسر ارضه مرعى خصيبا فابتقل لكنكم يا صاحبي كانت لكم فينا دول والله انزل شرعة فينا وبالحق نزل قد قال في تنزيله والله اعلى وأجل يريد ان يذهب عنا الرجس من كل زغل من التحية، ينتقل الى التسبيح ومن التسبيح ينتقل الشاعر الى العتاب:

والظلم من شيم النفوس السادرات الى أجل ومن البلية أننا نعزو البلاء الى زحل فذاك والله الخبل وذاك ادعى للفشل فعلام تعتب صاحبي والأمر هل تدري جلل عشرون عاما لم انل إلا الذي ما قد نفل الناس حولي يسألون ولا جواب لمن سأل ان كنت تدري ما الجواب فما جوابك يا بطل؟