حزب الله.. الخوف والاستجداء!

TT

هناك هوس ملحوظ لدى حزب الله من كلمة «طائفية» يتجلى في خطابات بن نصر الله، وقيادات الحزب، وآخر مثال على ذلك الحوار الذي أجرته صحيفتنا مع قيادي الحزب نواف الموسوي، وهو حديث تنطبق عليه مقولة «صدق فيه كثير من الكذب».

فتحذير موسوي اللبنانيين من شرور الطائفية والمذهبية والتبعية للخارج، أمر منطقي، لأنها خطر حقيقي على لبنان واللبنانيين، لكن السؤال هو من الذي يقف خلف تأجيج نار الطائفية، ومن الذي يتبع للخارج؟ هذا هو المهم.

الموسوي لم يحذر من الطائفية والارتهان للخارج وحسب، بل يستجدي أيضا التعاطف لحزبه بالقول إن الهدف من المناورات الإسرائيلية هو اغتيال بن نصر الله، متهما العرب بتمهيد الأرضية لذلك إعلاميا! وهذا بلا شك استجداء انتخابي، وفيه تذاك مفضوح حيث أن الأرضية التي يتحدث عنها الموسوي هي أنه بمجرد انتقاد بن نصر الله فتلك مشاركة في اغتياله «معنويا»، أي أن نصر الله، وبعد أن اعتبر نفسه منتصرا إلهيا، بات زعيما إلهيا لا يجوز نقده!

الغريب أن الحزب وزعيمه هم من يخونون، ويؤججون الصراع المذهبي. فها هو الموسوي يقول عن خصومه إنهم «نظام الاستئثار والتفرد والارتهان للخارج وتشجيع العمالة عبر إثارة مناخات التحريض الطائفي والمذهبي». وهذا تناغم مفضوح مع خطاب المرشد الإيراني خلال زيارة لإقليم كردستان إيران قبل أسبوع، ويأتي في سياق خطابات بن نصر الله الأخيرة، التي باتت تركز على أن العمالة للخارج هي العلاقة مع كل من السعودية ومصر.

ولكي لا يقال إننا نبالغ فها هو حسن نصر الله يقول في خطابه الأخير إن هناك «أصواتا تخرج في بعض دول الخليج على مستوى النخب تقول إنه يجب أن نتعاون مع إسرائيل لحماية العالم العربي من إيران الفارسية والشيعية، وبعضهم يقول لنحمي أهل السنة».

وهذا تحريض واضح على الخليجيين والمصريين، لكن الغريب أن بن نصر الله يقول في خطابه «نعم، نحن على علاقة مع إيران، وتدعمنا إيران، ونفتخر بدعمها، ما هو المخجل في ذلك؟». وهذا التصريح يذكرنا بمفاخرته بكونه فردا في حزب الولي الفقيه!

فبعد هذا الكلام الصادر من بن نصر الله الذي وصف يوم احتلال مسلحيه للجزء السني من بيروت باليوم المجيد، وبعد حديث نواف الموسوي، يكون السؤال هنا: هل العلاقة مع العمق العربي تعد خيانة؟

كما قلنا إنه أمر لا يستقيم، ومنطق معوج، وهو ما يظهر للبنانيين والعرب، أن حزب الله غير معني بالمصلحة اللبنانية الكبرى، وهي الحفاظ على وحدة لبنان، كما أن الحزب غير معني بعمق لبنان العربي، بل هو معني أكثر بإيران.

المهم في كل ذلك ليس أنه يثبت مصداقية ما كنا نقوله، بل إن الأهمية في التصريحات الأخيرة للحزب وزعيمه أنها تأتي في توقيت مهم وهو الانتخابات اللبنانية، ولذلك فعلى اللبنانيين أن يكونوا حذرين في اختيارهم لمرشحيهم بالانتخابات القادمة.

[email protected]