حزب الله.. وزلزال لبنان

TT

في حال صدور القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بالراحل رفيق الحريري مطابقا لما ورد في تقرير مجلة «دير شبيغل» الألمانية، بأن حزب الله هو من اغتال رفيق الحريري، فحينها سيكون لبنان قد دخل مرحلة مختلفة في خطورتها.

كثر من اللبنانيين الذين تحدثت معهم حول تقرير المجلة الألمانية الرصينة يقولون إن هذا التقرير، إن ثبتت صحته، فإنه سيعرض لبنان إلى الخطر، ويؤجج الصراع في الداخل اللبناني بشكل كبير جدا.

بالطبع هم يخشون سلاح حزب الله، ويخشون الصراع المذهبي، وقبل هذا وذاك فان توجيه اتهام دولي لحزب الله من شأنه أن يشل لبنان سياسيا، في حال تمثلت الحكومة اللبنانية بأي وزير من حزب الله، أو حتى لو استقبل الرئيس اللبناني حسن نصر الله مثلا.

وهذا يفسر القلق اللبناني الرسمي بعد الكشف عن خلية حزب الله في مصر، على اعتبار انه في حال طلبت القاهرة من الإنتربول إلقاء القبض على حسن نصر الله فان النظام السياسي اللبناني كله سيكون في مهب الريح.

ما الحل إذاً؟ هل تحول قضية اغتيال الحريري كلها إلى البند اللبناني العقيم «لا غالب ولا مغلوب»؟ أم يتم اللجوء إلى أشهر بند للتمييع في السياسة العربية «عفا الله عما سلف»؟ حينها من سيوقف العبث السياسي في لبنان؟

وهذا ليس كل شيء، فمن سيوقف مسلسل الاغتيالات والتصفيات بين الخصوم في لبنان، ومن سيمنع الأيدي الخارجية التي تعبث في لبنان عيانا بيانا، تحت مبررات واهية انحدرت باللغة، والعمل السياسي اللبناني.

وعليه، وللأسف، فإن مصلحة لبنان تقتضي خضة سياسية واحدة، تقدم دروسا وعبرا، وحلولا، على أن يبقى البلد كله في خضات مستمرة، دون أن يعتبر أحد فيها مما سبق، ودون أن يلتف الجميع تحت علم الدولة، واستقرارها واستقلالها.

ولذا فلا بد من جلب قتلة الحريري وتقديمهم للعدالة أيا كانوا، دولا أو أفرادا، لا بد أن يدفعوا الثمن قانونيا.. لا بد أن يتعلم ويعرف الجميع، سواء في لبنان، أو المتورطين في الشأن الداخلي اللبناني، أن السياسة هي فن الممكن، لا فن القتل والتصفية.

وكما قلنا مرارا، فان وضع لبنان خطر، وتزداد الخطورة الآن، خصوصا لو قرر أحدهم الهروب إلى الأمام، من خلال إشعال حرب خارجية أو داخلية، خصوصا ونحن نقترب من فك خيوط ألغاز كثيرة في لبنان.

فبعض المعلومات تشير إلى أن القرار الظني لمحكمة الحريري قد يكون صدوره أقرب مما كنا نتوقع، وحينها سنعرف لماذا أغتيل ضابط المعلومات وسام عيد، مثلا، ولماذا تمت تصفية شخصيات كثيرة على خلفية ملف الحريري.

كما من المرشح أن نشهد غياب شخصيات أخرى على صلة في قضية اغتيال الحريري، ففي هذه التحقيقات، وفي هذا اللحظات الانفعالية في لبنان، لا نعلم من شهد ضد من، ومن باع من، في التحقيقات. أعان الله لبنان على ناسه، وسكانه، فكثير منهم هم العلة والداء!

[email protected]