العلم والإيمان والصحة والموت!

TT

العلم يدعوك إلى أن تؤمن بالله ـ عندما ترى عظمته تحت الميكروسكوب فترى الكائنات الضئيلة تتكاثر بالألوف والملايين على ظهر كفك مثلا.. ويقاوم الإنسان. ولا تزال هي الأقوى..

وعندما ترى ما وراء التلسكوب في السماوات ووراء السدم وأمامها وبينهما.. ألوف ملايين ملايين الأجسام السماوية من الغازات والتراب.. وتراها تتوالد وبعضها يبتلع البعض ونقول إن هذا حدث من 13 ألف مليون أو 14 ألف مليون سنة وأن الكون يتمدد منذ ذلك الوقت.. وأنه أسرع من ذي قبل.. من أين؟ إلى متى؟ ولماذا؟ ـ ليس لدينا إجابة عن هذه الأسئلة ولكن الذي تراه يجعلك تركع وتسجد لهذا العظيم الذي سخر لنا هذا..

والعلم الحديث يقاوم كل الأمراض.. والطب يدعو إلى الصحة علاجا للمرض وتصحيحا للطعام والشراب. الطب يعالج كل أنواع الأمراض، وخاصة الأمراض الفاضحة كالزهري والسيلان التي جاءت من المغامرات الجنسية..

ويشفي المريض ولا من شاف ولا من دري..

ويكفي أن ترى قائمة العباقرة الذين خسرناهم بسبب الزهري والسيلان، لتشعر بالخسارة الفادحة للإنسانية.. طبعا هناك ملايين المجهولين قد أبادهم المرض الذي لم نكتشف له علاجا إلا أخيرا..

الموسيقار بتهوفن وشوبان والشعراء بودلير وجيته وكيتس والفنان فان جوخ وصديقه اللدود الذي قطع أذنه جوجان والمكتشفان جيمس كوك وماجلان والملك لويس السادس عشر والملكة ماري الدموية ملكة بريطانيا وكمال أتاتورك وبطرس قيصر روسيا..

وأذكر عندما ذهبنا إلى الكونغو مع القوات المصرية تحت علم الأمم المتحدة لمساعدة لومومبا عام 1960، نصحني طبيب دنمركي ألا أصافح أهل البلاد الذين سوف يقفون صفا واحدا لتحيتنا..

وهبطت الطائرة ووجدناهم عراة تماما.. فلبست الجاكتة بالمقلوب بما يعني أن عندي مشاكل في ذراعي واكتفيت بأن أحنيت رأسي. أحد الزملاء مات بالزهري.. فقد أخجله المرض فسكت حتى مات!