وحشرت نفسي بينهم!

TT

رشحتني جمعيات أدبية مصرية وغير مصرية لجائزة نوبل. ولم أفز بها ثلاث مرات. ولم يكن من رأيي هذا الترشيح. فمن المؤكد ألا يحصل عليها مصري أو عربي قبل عشرين سنة. ولكن لم أعترض. وإن كنت أعرف النتيجة مقدما..

وحشرت نفسي بين الذين كانوا يستحقونها ولم يفوزوا بها: تولستوي وجوركي وتشيخوف وموم وبروست وابسن وفرويد وبرشت والشعراء رلكه وفاليري ودانسيو والفيلسوف كروتشه والأديب الإيطالي مورافيا واليوناني كازانتزاكس..

وأعرف من هؤلاء الأديب الإيطالي البرتو مورافيا.. وأنا الذي قدمته إلى اللغة العربية عندما ترجمت له رواية: فتاة من روما.. وزمن اللامبالاة.. وأربعون قصة قصيرة. وقد عرفته هو وزوجته الأديبة الزه مورانته وزوجته الثانية داشيا مارياني وزوجته الثالثة. قابلته في روما أكثر من مرة وفى برلين وفى هافانا وفى القاهرة والأقصر.

وأنا مفتون بموهبته الأدبية العظيمة وبراعته في كتابة القصة القصيرة. أما رواياته فهي متاحف وملاحم. تحولت معظم رواياته إلى أفلام بطولة: صوفيا لورين وجينا لولو بريجيدا وأعرف هاتين الممثلتين أيضا..

وفى يوم قلت له: تعرف يا أستاذ: أنت كنت السبب في انهيار قصة حب جميلة. فقد داعبت صديقة لي فقلت لها أنت تشبهين أدريانا بطلة مورافيا. وكان ذلك فراق ما بيننا. فلم أكن قد قرأت الرواية وإنما قرأت عنها. ولم أكن أعرف أن أدريانا غانية. وضحك مورافيا: معها حق!

وحاولت أن أقنعه ليتوسط بيننا. ولكنها أصرت على موقفها. ولم يشفع لها جهلي ومداعبتي الخشنة!

قال لي مورافيا: هذه هي المرة السادسة التي يرفضون منحي جائزة نوبل.. ومعهم حق فأدبي عريان، ثم إنني ملحد مثل الأديب اليوناني كازانتزاكس مؤلف زوربا..

أما الأستاذ العقاد فقال: مصر بلد عجيبة. إذا أرادوا تدعيما للإسلام نشروا سلسلة العبقريات. وإذا أرادوا هجوما على الشيوعية نشروا كتبي، ولكن إذا أرادوا أن يرشحوا أحدا لجائزة نوبل رشحوا طه حسين!