السباق قادم والطائفيون خارج الملعب

TT

أما الحكم الذي أوكِلت إليه مهمة تنظيم هذا السباق، وهو (المفوضية العليا المستقلة لشؤون الانتخابات) وأسندت إليها مهمة الإشراف ومراقبة أصول اللعبة وقوانينها وحمايتها من التدخل والتسلل والتزوير، فهي الأخرى غير بعيدة عن المساءلة والمثول أمام هيئة النزاهة والعدالة للتحقيق في مدى استقلاليتها وحياديتها، لأن وقائع التجربة السابقة أثبتت أنها (المفوضية) شريك وحكم لا يمكن الوثوق به أو الركون إليه مرة أخرى، الأمر الذي يحتم على القوى الوطنية والبرلمانية العراقية أن تتقدم بمشروع جديد للانتخابات وقوانين من شأنها أن تحمي العملية الديمقراطية والانتخابية من التشويه وتزوير إرادة الناخب ومصادرة صوته.

بعد سنين عديدة عِجاف، أدرك الشعب العراقي فيها ووعى مصلحة ومستقبل بلاده وأجياله، ولن تنطلي عليه مرة أخرى الدعايات والشعارات الخاوية على عروشها، وستكون الطائفية والطائفيون خارج الملعب حتى وإن نزعوا جلودهم وأبدلوها جلودا غيرها، وذلك لأن الذي كان يعبئه ويحرضه ويخيفه ويعِظه بشتى آيات الكتاب وحديث النبي الكريم وعترته الطاهرة، لم يقدم له خيرا أو يمنع عنه شرا، ولم يعد له أمنا مفقودا أو أملا منشودا، ولم يوفر مسكنا أو يبني له مدرسة أو مشفى أو شارعا أو جسرا، وعجز عن توفير أبسط حقوقه في الماء والكهرباء وسائر الخدمات، ولم يستصلح أرضا ولم يؤهل مصنعا، والأنكى من ذلك كله لم يكن أمينا على أموال العباد وثروات البلاد، وفضائحه شاعت وعمت تزكم الأنوف من سوء الإدارة وسرقة المال العام.

خلاصة السيرة هي أن الشعب العراقي هو أصلا متصالح مع نفسه، حريص على واجباته، أمين على حقوقه وحقوق غيره بكل ألوانهم وأطيافهم، يثقون به ويثق بهم، يجاورهم ويزاورهم ويزاوجهم ويشاركهم، أما الحرب الملعونة فهي من صنع شيوخ الفتنة وأمراء الطوائف وتجار الحروب، واليوم لم تعد هذه الحقائق محل جدال أو نقاش فهي حديث الشارع العراقي في كل مكان.

*عضو مجلس النواب العراقي