بل الرحمة بالحيوان والنبات والإنسان!

TT

ليس أسخف من هذا السؤال إلا التعليق عليه. أما السؤال فهو: هل تعذيب غير المسلم حلال أم حرام؟ ووجد السؤال إجابات من عدد من المتشنجين باسم الدين وباسم الحرب التي لا تعرف لونا ولا دينا.. إلا القتل والنصر في النهاية بأي ثمن..

وأرى أن التعذيب حرام..

الرسول عليه الصلاة والسلام قال في حديث معناه إن امرأة دخلت النار لأنها حبست قطة حتى ماتت جوعا.. فلا هي أطعمتها ولا تركتها تبحث عن طعامها في أي مكان آخر..

وحديث آخر معناه: ترفقوا بعماتكم النخل ـ أي أشجار النخل يجب أن نترفق بها إذا قطعناها أو جردناها من السعف. والرسول بذلك قد سبق العلم الحديث بأربعة عشر قرنا. فقد رصد العلماء بالصوت والصورة أننا عندما ننزع ورقة من شجرة فإنها تدمع.. وإذا كسرنا غصنا فإنها تبكي.. وإذا دخل الحديقة حيوان أطلقت الأزهار رسائل لبقية الأشجار تنذرها بأن حيوانا ضارا قد جاء..

وهذه النظرية الحديثة قد صورت عملية قطع الثمار والأزهار والأغصان.. وأكدت أن النبات يتوجع. تماما كما أن أشجار الزينة في البيت تعكس الحالة النفسية لأهل البيت.. فيذبل إذا كان الجو حزينا.. وينتعش إذا كان جو البيت مرحا بالضحك والموسيقى..

ومن الأحاديث النبوية أيضا أن بلال مؤذن الرسول قد اصطحب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام صفية اليهودية التي صارت بعد ذلك زوجة له ومعها صديقة لها.. ومر بهما بلال على جثث من قتلى اليهود. فأخذت الصديقة تلطم خديها وتضع التراب فوق دماغها. فلما رآها الرسول قال: اغربوا!

فالرسول يستنكر لطم الخدود وشق الجيوب وحثو التراب على الدماغ تعبيرا عن الحزن العميق. ولكنه عاتب بلال قائلا: هل نزعت الرحمة من قلبك. كيف تمر بهما على جثث القتلى اليهود وأنت تعرف أنهما يهوديتان؟

فالرحمة بالإنسان من أي دين والحيوان والنبات من مبادئ الإسلام. أما الذي دار عندنا في الصحف وعلى الشاشة فشيء يبعث على الضحك.. وإن لم يكن لغوا. فهو تشهير بالإسلام وبهدلة للمسلمين!