تعرفون يعني إيه (سلاطة)؟!

TT

دكتور و(بروفسور) خليجي أخذته الحمية بعد حرب غزة، فأقام محاضرة (جهادية) في إحدى الجمعيات حضرها جمع حاشد من مؤيديه، وقال كلاما طويلا عريضا لا يمت للعقل ولا للإنسانية بأي صلة، أختصر لكم ما قاله بلهجته الفصيحة العامية ـ وهو يستخدم العامية إذا أراد أن يضحك الحضور ـ، وفعلا: شر البلية ما يضحك، واسمعوا وشنفوا آذانكم بأروع الكلام المنقول من (الإنترنت)، يقول لا فض فوه:

«إن الإرهابيين هم أتقى ناس في العالم، وأشرف ناس، وأحسن ناس».

توقف قليلا وأخذ يجيل بصره بين الحضور ثم صرخ: هاه ايش تقولوا؟!

بعدها كان الجواب من الحضور عاصفة مدوية من التصفيق، علامة أنهم يؤيدونه.

ثم واصل كلامه قائلا: أنا قابلت (الملا عمر) وجلست معه، إنه رجل ليس من هذا العصر، ولا يستقبل وفودا من الغرب، تعرفون ليش؟!

فترددت عدة تساؤلات من الصالة: ليش، ليش، ليش؟!

فقهقه ضاحكا وهو يقول: لأنهم نجس، فتجاوب معه الجميع ضاحكين على هذه (الطرفة).

وبعد ذلك تجهّم فجأة قائلا:

إن أربعة أرطال من (الأنثراكس) في شنطة صغيرة يشيلها واحد فدائي ويدخلها في أنفاق (ميكسيكو) في أميركا، هي كفيلة وحدها بقتل ثلاثة وثلاثين ألف أميركي في ساعة واحدة إذا أتقن نثرها على الوعاء السكاني هناك من أعداء الله.

ثم يتوقف ويسأل الحضور: هل الفكرة مرعبة؟! فيتجاوبون معه ضاحكين وهم يقولون: أبدا أبدا، بل إن أحدهم من شدة الحماس قام واقفا وهو يهتف: ما أجمله من رعب، إنه الرعب الذي يقودنا إلى الجنة.

واستمر في محاضرته القيمة قائلا: يا إخوان إن 11 سبتمبر تعتبر (سلاطة) ومقبلات بالنسبة لهذا الأسلوب من الجهاد، وعندها لا نحتاج لا لطائرات ولا يحزنون، فالطائرات التي ضربت أبراج التجارة العالمية لم تقتل للأسف أكثر من ثلاثة آلاف إنسان فقط.

ثم عاد (للتنكيت) مرة أخرى يسألهم: تعرفون يعني إيه (سلاطة)؟!

ودوى التصفيق والضحك وهم يرددون: نعم، نعم.

وختم محاضرته مؤكدا: إن عداوتنا مع كل من لا يدين بالإسلام دائمة ومتصلة إلى أن تقوم الساعة، وكل من يدعو إلى حوار معهم عليكم أن تقصوا لسانه. ماكو حوار، وماكو (بطيخ).. ومن يدعو إلى ذلك هو بفصيح العبارة كافر، ولا يستحق حتى أن يستتاب.

عندما وصلت في سماعي لمحاضرته لهذه العبارة ارتج علي، وبدأت ركبي تتنافض، لأنني كنت مزمعا في هذه الليلة بالذات أن أتحاور مع مجموعة من الأصدقاء الذين لا يدينون بديانتي، في جلسة كلها أنس وتوسيع خواطر، وأكل شيء من (السلاطات) والحلويات وما شابه ذلك.

فاتصلت بهم أعتذر عن عدم الحضور، وأنا أردد بيني وبين نفسي: يا روحي ما بعدك روح.

[email protected]