هل يحمل أوباما عصا سحرية؟

TT

يصل الرئيس الأميركي غدا إلى السعودية ليغادر بعدها إلى القاهرة لإلقاء الخطاب الذي يترقبه العالمان العربي والإسلامي، وحتى الأميركيون. وتأتي الزيارتان وعالمنا العربي في قمة انقسامه، وعجزه، ومع ذلك نلاحظ سيلا من المقالات، والحوارات التلفزيونية، التي تقدم قائمة مطالب لباراك أوباما من أجل أن ينال الرضاء في منطقتنا. فالعرب يريدون من أوباما استعادة الأراضي الفلسطينية، والجولان. وعلى أوباما إيقاف مشروع إيران النووي، لكن من دون أن يشن حربا على طهران، ومن دون تقديم تنازلات، وحبذا لو فعلها أيضا من دون حوار مع الملالي. كما على أوباما الخروج من العراق من دون تركه فريسة سهلة بيد الإيرانيين.

أيضا على أوباما الخروج من أفغانستان، لكن من دون ترك بن لادن والملا عمر بلا عقوبة، ولا بد بالطبع من إغلاق معتقل غوانتانامو، وإطلاق سراح المساجين، حتى لو لم تبدِ دولهم الاستعداد لتسلمهم.

هذه هي المطالب العربية، التي حفلت بها وسائل إعلامنا، وجزء كبير منها يردده المسؤولون، لكن في المقابل لم نسمع من العرب ما الذي هم قادرون على فعله بدورهم، مقابل قائمة المطالب المقدمة لأوباما؟

ومن أجل أن تتضح الصورة هنا، يجب أن نتحدث بوضوح، فها هو الرئيس الأميركي يضغط على الإسرائيليين من أجل فرض تجميد كامل على بناء المستوطنات في الضفة الغربية وتأييد هدف إقامة دولة فلسطينية. وتقول الأخبار إن أوباما ليس وحده الذي يضغط على الإسرائيليين بل إنه يحظى بدعم من الكونغرس، مما جعل نتنياهو يقول غاضبا «ماذا بحق الجحيم يريدون مني؟».

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن الخلافات بين الإسرائيليين وجورج ميتشل بلغت ذروتها عندما تحدث الإسرائيليون عن تفكيك المستوطنات بقطاع غزة قائلين «أخلينا 8000 مستوطن بمبادرتنا»، وكان رد ميتشل «حسنا.. سجلنا هذا».

وعليه فإن السؤال هنا هو، ماذا لو قال أوباما للعرب إنني أفعل ما بوسعي من أجل عملية السلام، والمطلوب منكم هو أمر واحد فقط، وهو حل الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني، هل بوسع أحد فعل ذلك؟

هذا هو السؤال الجوهري، خصوصا أن الجميع يتحدث عن حل عادل للقضية الفلسطينية، لكن من هو القادر على فك العقدة الفلسطينية؟ من القادر على القول علنا إن حماس تدمر مشروع الدولة الفلسطينية الحلم؟

سيأتي أوباما ويلقي خطابه المنتظر للعرب والمسلمين، وهو مهم خصوصا أنه يأتي بعد سنوات ثمان من حكم بوش، وكل ما تخلله من صراعات، وحروب، وتأجيج للإرهاب، لكن الحقيقة هي أن أوباما لا يملك عصا سحرية لكل المشاكل، بل سيجد أمامه حكومة إسرائيلية متطرفة، لن تدخر وسعا من أجل الالتفاف على كل الجهود المبذولة لتحريك عملية السلام، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى هناك عرب مشغولون بصراعات جانبية، وجماعات مثل حماس وحزب الله، غير معنيين بالسلام، أو الموقف العربي، بقدر ما هم مرتبطون بإيران، ولديهم رغبة جامحة للحكم، ولو على أنقاض دولنا. ففكرة الوطن ما زالت هشة في عالمنا العربي، للأسف. 

[email protected]