عدنا إلى ما قبل البداية!

TT

المثل الشعبي المصري يقول: يا أبو علي اللي زرعناه ما طلع.. واللي طلع أكله الغراب وطار..

ومثل آخر يقول: آفتي معرفتي، وراحتي ما عرفش!

ومثل يقول: كأنك يا أبو زيد ما غزيت..

ومثل يقول: كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا..

وكلها إن لم تكن تعليقا على زيارة أوباما والفرصة النادرة لأن يهتز الموقف في الشرق الأوسط.. يهتز ولكنه لا يتحرك أي لا يتقدم إلى الأمام، وإن كان من الممكن أن يتقدم.. بشرط أن نتقدم نحن أيضا. أما كيف؟ البداية في فلسطين. وليس في إسرائيل. فإسرائيل بها سبعون جنسية ومثلها من اللغات.. وهم شقر وبيض وسود وصفر. ولكن يجمعهم شيء واحد: الدين. والدين يجمعهم على شيء واحد: الأمن القومي.

لي صديق مصري من اليهود القرائين ـ أي الذين يؤمنون بالأسفار الخمسة الأولى من التوراة ولا يؤمنون بالتلمود ـ كان ابنه يحارب في سلاح الطيران في حرب 1973. سقط ميتا ـ فظل جثمانه في الأرض لا يقربه ولا يدفنه أحد. لماذا؟ لأنه من اليهود القرائين. أي أنه يهودي إلا قليلا.. مع أنه يهودي إسرائيلي وطني. ولكن إن مات فهو يهودي أقلية. أي يهودي ينقصه الكثير. ينقصه أن يرفض الأسفار الخمسة، وأن يؤمن بالتلمود مثل كل اليهود الخواجات..

ورغم الخلافات في اللون واللغة والمذهب الديني. إلا أنهم عند الخطر شعب واحد عنيف. وهذه قوتهم وضعفنا. لأن الفلسطينيين يواجهون إسرائيل ممزقين. ونتبرع بالحجة القوية أمام العالم بأنهم ليسوا شعبا واحدا ولا دولة واحدة. وبعضهم ضد بعض وبعضهم جواسيس على بعض ولصالح إسرائيل.. وبعضهم تحايل ووضع السم للزعيم ياسر عرفات لصالح إسرائيل..

والرئيس أوباما قدم الورد والأمل والتسامح والسلام كما وعد في الانتخابات. ولكن بشرط. وكل شيء بشرط. والشرط عندنا ولا نريده.. وبذلك نعود إلى البداية بل إلى ما قبل البداية. وأمامنا خمسون عاما أخرى لكي نعود إلى البداية. ولا نلوم إلا أنفسنا ـ وهي عادتنا في كل الأمور!