نعم.. تعلّمنا منك يا عم محمد

TT

هناك أعمام قد ينافسون الوالدين في الرعاية والعطف على أبناء إخوتهم وأبناء أعمامهم، والعم المرحوم محمد النويصر أحدهم بلا شك.

زرته مؤخرا مع حفيدته ابنتي رويدا وهو على فراش المشقة والمرض، فوضع كتاب الله من يده جانبا وأسهب رحمه الله في الحديث، فذكر كيف أن العم صالح شقيقه رحمه الله أدخلني معهد التفقه في الدين بمكة المكرمة وأنا في الثالثة عشرة فخرجت، ثم كلية الشرطة وتركتها هربا، فتدخل في الوقت المناسب وأنقذني، فشد رحال طفولتي للتعليم الثانوي ليلا، ثم بعثة لأمريكا لأعود منها بشهادة الماجستير بفضل متابعته وتوجيهه رحمه الله.

نعم، هكذا تعلمنا منه، وهكذا كان نهجه في الرحمة والحرص بأبنائه وأحفاده وأبناء عمه وأقاربه صغيرا أو مسنّا، وهذه الصفة جزء يسير من عطاءاته ورعايته لأجيال من أسرته ومعارفه ومحبيه وكثير من العاملين في مختلف قطاعات البلاد. غفر الله له.

ولأنني كنت قريبا منه رحمه الله منذ صغري كما يعرف الكثير من الأقارب وأصدقائه ومحبيه، فقد تعلمت منه بعض الصفات الحسنة التي حباه الله بها، فعرفت الوِرد ومضمونه وتلاوته وأهميته للإنسان المؤمن، وصلاة ودعاء الثلث الأخير من الليل، والأهم الذي يهمه دائما محافظة ذريته وأحفاده وأقاربه ومن حوله على فروض الصلاة في وقتها.

ولا شك أن من عاش حوله وبجانبه تأثر ببعض صفاته الطيبة في العمل والقول والفعل مع النفس ومع الناس على مختلف فئاتهم ومكانتهم.

رحمة الله عليك يا عم محمد النويصر، فقد أكرمتنا بعد الله بقربك والتعلم منك وعلى يديك، ولو بجزء يسير من حسناتك الطيبة.

غفر الله لك ولوالدينا، وبرد برحمته عليك لحد قبرك، وجزاك الله عنا وعن ذريتنا الذين نعموا بعطفك وحبك وحنانك خير جزاء، وإن شاء الله في جنات النعيم يوم اللقاء.

«إنا لله وإنا إليه راجعون».

*سفير سعودي