تحت ظلال النساء.. لا تحت ظلال السيوف

TT

كان رجلا ناجحا، والواقع أنه يملك كل مقومات النجاح من العلم إلى الذكاء، ولكنه للأسف وهو في خضم ذلك النجاح الباهر أصيب بداء الغرور القاتل، وما هي إلا سنوات وإذا به يهوي إلى أسفل سافلين.

وصادفته في إحدى المناسبات وقد خبا بريقه وبريق عينيه كذلك، فلم يخطر على بالي أبدا ذلك القول المأثور: (ارحموا عزيز قوم ذل). لا، أبدا لم يخطر على بالي ذلك، لسبب بسيط، وهو أنني أعرف أن ذلك الإنسان عندما كان في مرحلة الغرور تلك أذل الكثير من الناس الأعزاء دون أن يرف له رمش، ولكن المسكين نسي أو تناسى أن الدنيا عجلة دوّارة مثلما قالت (الصبوحة): «بالطلعة كتروا الأحباب، وبالنزلة كلن هربوا».

انتحيت به جانبا وقلت له بالحرف الواحد: ألا تعرف أن النجاح (المتورّم) ما هو إلا عبارة عن (نفّيخة)؟!

سألني: ما هي النفّيخة؟!

قلت له: إنها تعني (البالونة)، ولكن تلك البالونة تتأرجح بين مجموعة من الأطفال الأشقياء، وكل منهم متسلح بدبوس حاد.

مطّ شفتيه مستخفا كلامي ولم يفهم مغزاه.

**

قال لي: الثقافة هي تعلّم ما لم تكن تعرف أنك تجهله.

قلت له: إذن كم أنا جاهل، كم أنا أميّ، كم أنا (بلطجي) ثقافة وبيدي (مشعاب).

**

هناك أسئلة لا بد أن تطرح، خصوصا أن تلك الأسئلة تتعلق بأعز الكائنات في هذه الدنيا، وهل هناك أعز من النساء الجميلات تحديدا؟! وبالذات لمن يضعن الحجول في أقدامهن، والأزمّة في أنوفهن، ويتمنطقن (بالأحزمة الناسفة) من تحت الخصور؟!

فهل هن (نقش الكمنجات بالخاصرة)؟! أم أنهن (عرش طفيف بلا ذاكرة)؟! أم (يأس يضيء ولا يحترق)؟!

هل هن (جارات قوس قزح، وخالات نخل السماء)؟! أم أنهن مثل (الوصيفات في حضرة الملكة)، مثلما يقول الشاعر محمود درويش؟!

إن النساء لم يخلقهن الله عبثا، مثل قلمي العابث الصفيق هذا، إنهن (كالورود في ساحة المعركة).

أعرف أن كلامي هذا غير مترابط، ولكن من هو العاقل الذي يحوم حول حمى المرأة دون أن يفقد عقله؟! ومن هو المجنون الذي يتحدث عن المرأة دون أن يزداد جنونه؟!

إنني والله في حيرة من أمري، ولكن الحمد لله الذي حجمني وقص جانحي وجعلني لن أخرق الأرض ولن أبلغ الجبال طولا، ويكفيني فقط أن أعيش تحت ظلال النساء، لا تحت ظلال السيوف.

[email protected]