السبب هو الزحام!

TT

نظرية: الزحام يؤدي إلى العنف..

مثلا: إذا سرت في شارع مزدحم فأنت تتخبط في الناس. وهم أيضا. لا أنت تعتذر ولا هم. هذا يضربك في كتفك وهذا يدوس قدمك. فما السبب؟ أن هناك زحاما. وأنك عندما نزلت إلى الشارع قبلت مقدما ما سوف يحدث لك.

تماما كالذين يلعبون كرة القدم. ما دام قد ارتضى أن يكون لاعبا. فهو في نفس الوقت ارتضى أن يصاب في ركبته وفي ظهره وفي وجهه ولا يشكو. لأنها شروط اللعبة. وهو أيضا يقبل إذا أصاب هدفا هتفت له الجماهير وإذا فشل في ذلك مرة ومرة لعنته الجماهير وإذا أصاب عشرين هدفا ووقع على الأرض وتعطل اللعب دقائق صرخت الجماهير: أخرجوه! مع أنهم كانوا يصفقون له. ولكنه في هذه الحالة قد أفسد عليهم المتعة. ونسيت الجماهير أن هذا هو البطل «اللي محصلش» والذي لا آخر للصفات التي يمطرها المعلقون عليه لأنه هز شباك الخصوم..

والزحام يصيب الناس بشيء من الخوف.. ألاّ يصلوا في موعدهم.. أن يقع حادث يعطلهم..

وقد لاحظ العالم البريطاني دزموند موريس في سلوك القرود أنها عندما تتزاحم الناس حول أقفاصها فإن الذكور تعلو الإناث وبإسراف شديد. السبب: إنه الخوف الذي يجعلها في حالة توتر ولا بد من حل للقضاء على التوتر!

وفي أثناء الحروب نجد البيوت تنهار على ساكنيها.. وتحت الأنقاض يجدون الرجال في عناق زوجاتهم. والسبب: إنهم في وجه الموت يحاولون أن يجدوا الحياة. ولذلك ترتفع نسبة الزواج أثناء الحروب والطلاق في عصر السلام..

الشاعر الروسي يفتشنكو قد حدثنا عن الذي كان يحدث في «بابي بار». لقد كان الجنود الروس يتزوجون قبل العودة إلى جبهة القتال. والسبب هو الخوف.. إنهم في وجه الموت يحاولون ـ غريزيا ـ أن يجدوا الحياة!

هل الناس يمشون في الزحام نياما؟ كأنهم. هل هم خائفون؟ انظر إلى وجوههم. هل هم غاضبون ساخطون؟ نعم. والسبب هو الزحام!