«ما يجيبها إلا رجالها»!

TT

عين أمين مدينة جدة المهندس عادل فقيه، الدكتورة أروى بنت يوسف الأعمى في منصب مساعدة للأمين لشؤون تقنية المعلومات، ووصفت صحيفة «عكاظ» هذا التعيين بأنه أكبر منصب رفيع في أمانة محافظة جدة يسند لامرأة، خاصة أنه يرتبط بهذه الوظيفة عدد من الإدارات الهامة كالإدارة العامة للبنية التحتية، وإدارة تقنية المعلومات لشؤون البلديات الفرعية والمحافظات، والإدارة العامة للتطبيقات، والإدارة العامة لبوابة الأمانة والخدمات الإلكترونية، وإدارة التواصل الإلكتروني، وإدارة الحوكمة والجودة، وإدارة الدعم والتمكين، ووحدة الدعم الإداري.

وكأني بأمين مدينة جدة قد بدأ يقتنع بقول المرأة الحديدية مارجريت ثاتشر: «إذا أردت شيئا يقال فكلف به رجلا، وإذا أردت شيئا يفعل فأوكل به امرأة»، أو أنه بدأ يضيق ذرعا ببطء منجزات القيادات الرجالية، فرغب أن يجرب قيادة المرأة في بعض قطاعات الأمانة، فلعلها تبطل القول الشعبي الشائع «ما يجيبها إلا رجالها»، وتنجز المرأة ما لم ينجزه الرجل. ولأروى في السلف نماذج اقتداء، إذ أوكل عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ منصب الحسبة إلى الشفاء ليلى بنت عبد الله القرشية، فكانت تراقب السوق، وتمنع الغش، وهو بعض ما تقوم به أجهزة أمانات المدن حاليا، كما أورد زميلنا الكاتب المتألق بصحيفة «الوطن» السعودية شتيوي الغيثي اسم السمراء بنت نهيك الأسدي، التي تولت الحسبة في سوق مكة المكرمة في العهد النبوي.

ويستحق المهندس عادل فقيه التقدير لمنح المرأة الثقة لتتبوأ هذا المنصب الرفيع إيمانا بكفاءتها، وعدم الانقياد وراء الثقافة الذكورية التي ترى الاستحقاق الوظيفي رجلا، وكم أتمنى أن تمتد مثل هذه التعيينات لتشمل الإشراف على المتاحف والبيوت الأثرية، التابعة للأمانة في المنطقة التاريخية، فالمرأة التي اعتادت أن تكون سيدة تلك البيوت أقدر من الرجل على استنهاض الأجواء الداخلية لتلك المباني، وأن تعيد إليها رائحة التاريخ، وعطر الزمن.

إن ما قام به المهندس عادل فقيه ربما يخرج بعض الأمانات والإدارات الأخرى من ترددها، وحيرتها فيفسحون المجال لمشاركة المرأة في بعض الوظائف القيادية، وأنا علي ثقة بأن ما ستنجزه المرأة في وقت قياسي سيجعلنا نندم كثيرا على الوقت الذي أضعناه، حينما كانت المرأة خارج دوائر المسؤولية الوظيفية في الكثير من القطاعات الإدارية، فهل نفعل؟

[email protected]