أوباما والفطير المشلتت!

TT

قالت الصحافة المصرية إن الفطير المشلتت كان جزءاً من إفطار الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة، والفطير المصري «المشلتت» أكلة يمكن أن يدمنها الفرد من أول مرة، فقبل أكثر من أربعين عاما ذقت أول فطيرة «مشلتتة» لدى فطائرجي الحسين في القاهرة، ومن يومها وأنا أسير إدمان هذا النوع من الفطائر، أبحث عنها في المطاعم المصرية في جدة، وفي مدن أخرى، لكنْ ثمة فرق بين «مشلتت»، و«مشلتت»، فهذا النوع من الفطائر إن صنع في غير موطنه الأصلي فقد طعمه، ومذاقه، وهويته، تماما مثل «البسبوسة» المصرية، فرغم سيادة الشام، والمغرب في صناعة الحلويات إلا أن «البسبوسة» المصرية أعجزت كبار «الحلوانية» ـ غير المصريين ـ عن تقليدها، وظلت هي، والفطير «المشلتت» صناعة مصرية خالصة غير قابلة للتقليد، أو التصدير، أو الاقتباس.

وأغلب الظن أن باراك أوباما الذي كان يتناول إفطاره بشهية مفتوحة ـ كما وصفته الصحافة ـ سيظل يعشق الفطير المصري المشلتت بقدر عشقه لثمار «الرامبوتان» الإندونيسية، التي ما أن يتذكر حياته صبيا هناك، حتى يأتي على ذكر لونها، وطعمها، ومدى عشقه لها، فالرئيس الأميركي ذواق للأطعمة، ورائد من رواد المطاعم المميزة، ولم تمنعه الرئاسة، ورفقة الخدم، والحشم، والحرس، والحاشية من أن يصطحب زوجته ميشيل وابنتيه إلى المطاعم التي اعتاد ارتيادها قبل أن يتورط في قيود الرئاسة، ومحظوراتها، ومستلزمات حمايتها.

وما لنا قد انسقنا في الحديث وراء أوباما، وتركنا الفطير المشلتت الذي هو موضوع حديثنا، فهذا النوع من الفطائر مصري الأصل، والمنشأ، والولادة، ويرجع تاريخه ـ كما يقال ـ إلى عهد الفراعنة، وكان يسمى «الفطير الملتوت بالزيت» قبل أن «يتشلتت»، وتوارث المصريون بعض أسرار صناعة الفطير المشلتت، وهذا ما يبرر الفروقات بين مذاق هذا الفطير من بيت لبيت، ومن مطعم لآخر، وإن ظل الريف المصري الأكثر براعة في صناعة هذا النوع من الفطائر.

ويأتي الفطير المشلتت إلى المائدة المصرية في حاشية من الجبنة البيضاء «القديمة»، والعسل الأسود، أو الأبيض، والسمنة الوحيدة المعفاة من العتب، هي السمنة التي يسببها الفطير المشلتت بما يحويه من زبدة، وزيت، وسكر، ودقيق، وما يصاحبه من عسل، فهي سمنة لها ما يبررها، إذ لا أحد يقدر على مقاومة الفطير المشلتت حتى ولو كان رئيساً للولايات المتحدة الأميركية!

[email protected]