.. ومات الرئيس فقيرا أعمى!

TT

كأنها ابنته أو زوجته أو محبوبته ـ فقد نظر الرئيس المكسيكي انطونيو دسانتا آنا إلى ساقه التي بترت. وكان ينهض من فراشه ينظر إليها ويقبلها. ويصلي ويدعو الله. هل كان يدعو الله أن تعود ساقه إلى مكانها.. أو يطلب اللعنة على الذي كان سببا في بترها.

الرئيس المكسيكي كان أحد أبطال الحرب ضد المتمردين من تكساس. هزمهم وأبادهم سنة 1836.

ثم دخل في حرب أكثر شراسة مع الفرنسيين وحاصرهم. وفى هذه الحرب أصيبت ساقه. ولم يجد الأطباء إلا حلا واحدا هو بتر الساق تحت الركبة. تم وضع الساق المبتورة في قماش وتسليمها للرئيس المكسيكي مع كل الاحترام والحزن والأسى..

ولكن الرئيس المكسيكي احتفظ بساقه في صندوق من الخمر لأربع سنوات حتى لا تتعفن.. وقد عز على أتباعه وعشاقه أن يكون هذا حال رئيسهم، فاقترحوا أن تقام لها جنازة يوم 26 سبتمبر سنة 1842 وأن تمشي في جنازتها كل القوات العسكرية والشعب. وألا يرتفع صوت البكاء على صوت الرئيس وهو ينتحب في المقدمة.. ثم أقاموا لها مدفنا فخما. وأطلقوا عليه: مقبرة القديسة باولا..

ولما اقترح الرئيس أن تكون المقبرة باسمه انزعج أتباعه وقالوا: أعوذ بالله.. فالعمر الطويل لك..

ثم انفجرت المظاهرات ضد الرئيس المكسيكي الطاغية. وفى هذه الأثناء سرقوا ساقه. وأسقطوه من عرشه. وعاش ومات سنة 1876 فقيرا أعمى لا يدري به أحد. ويقال إنه انتحر. ويقال أكله الذئب. ويقال تكاثروا عليه ودفنوه حيا..

أما الساق فلا أحد يعلم عنها شيئا.. فقد لحق بها صاحبها. وهي عادة شعبية: فالشعوب تأكل زعماءها أحياء وأمواتا!