أوباما وقبعة زاهي ولعنة كلينتون!

TT

أنا معجب بشخصية الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس المصري الأعلى للآثار، الذي رافق الرئيس الأميركي أوباما خلال جولته إلى أهرامات الجيزة وأبو الهول ومراكب الشمس الفرعونية، فهو خفيف ظل، ومعتد كثيراً بعمله، وبشخصه، حتى أنه لم يتردد في إهداء الرئيس أوباما قبعته كتذكار بدلا عن الحصول على تذكار من أوباما، لكن إشكالية الهدية تمثلت في الفارق بين رأسي الرجلين، فرأس أوباما الصغير يمكن أن يتوه في قبعة الحواس، ومع هذا قبلها أوباما كتذكار لرجل ارتبط اسمه بآثار مصر، واكتشافاتها الأثرية، خاصة أن قبعة الحواس لها قدر من الشهرة في العالم الغربي ـ كما قيل ـ وأنها تباع بواقع 45 دولاراً للقبعة الواحدة.

ومن أجل عيون أوباما «وعلى شان خاطره»، قبل الدكتور زاهي حواس التنازل عن إصراره بأن الفرعون توت عنخ آمون لم يكن أسود، وذلك عقب الدعاية التي أطلقها صاحب متجر بسوق الخليلي لتسويق تذكاراته الخاصة بزيارة أوباما إلى مصر، وتضمنت قمصانا، ولوحات نحاسية منقوشاً عليها صورة أوباما مرتدياً قناع الفرعون توت عنخ آمون، الذي حكم مصر في الفترة من 1333 إلى 1324 قبل الميلاد، والتأكيد على الشبه بين الاثنين في اللون والملامح.

وأوباما ليس الرئيس الوحيد الذي اصطحبه الحواس أثناء زيارته لمنطقة الأهرامات، فلقد استقبل قبله أكثر من 50 رئيساً، وملكاً، وزعيماً من مختلف دول العالم، وذكر له الرئيس بيل كلينتون أثناء زيارته للأهرامات «أنه لو دخل نفق هرم خوفو لما كانت اللعنة التي حلت به خلال فترة رئاسته قد حدثت»، من دون أن يذكر حواس أي لعنة قصدها كلينتون.

وزاهي حواس بقدر ما هو عالم كبير، فهو أيضا كاتب مميز، له اختياراته الطريفة، وأسلوبه الساخر، وروى في مقال له بهذه الصحيفة بعنوان «الإرهابي» قصة الاشتباه به في أحد المطارات الأميركية، وكيف أدخل في صندوق زجاجي، وعجز عن إقناعهم أثناء تفتيشه بأنه لا يحمل أسلحة، وكل ما يحمله معلومات عن الفراعنة، كما تصدى في مقالاته لشائعة خرافة وجود الزئبق الأحمر في حناجر المومياوات الفرعونية، واعتقاد البعض أن لدى حواس قنينة من هذا الزئبق السحري.

وباختصار: إن لزاهي حواس حضوره الحماسي، والجميل الذي يضفي على الحديث عن آثار مصر المزيد من الإثارة والجاذبية.

[email protected]