زهرة إيران

TT

على الرغم من أن المرشحين السياسيين الثلاثة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية منتقون من عدد أكبر تم إقصاؤه بسبب النظام الانتخابي الإيراني المغلق، إلا أن هناك أمرا يستحق الملاحظة، وقد يكون عامل ترجيح لاختيار الرئيس الجديد.

والمقصود هنا هو السيدة زهرة راهنافارد زوجة المرشح مير حسين موسوي. فللمرة الأولى تشارك امرأة إيرانية بشكل واضح في حملة زوجها الانتخابية، حيث طغى حضورها مؤخرا حتى على ما كانت تفعله السيدة فاطمة ابنة هاشمي رفسنجاني.

السيدة زهرة تقول إنها ليست ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأميركي، إلا أن فوز زوجها سيكون مؤشرا على الرياح الأوبامية التي تضرب منطقتنا سياسيا، واجتماعيا، فأوباما فكرة أكثر من كونه مشروعا.

وبالطبع إن «فكرة أوباما» ستروق لجيل الشباب، بجنسيه، في إيران، خصوصا أن أكثر من ثلثي سكان إيران، البالغ عددهم 70 مليون نسمة، هم تحت سن 30 عاما، أي جيل نتائج الثورة، حيث بمقدورهم الحكم على فشلها أكثر من غيرهم.

وباستطاعة تلك السيدة المتعلمة زهرة راهنافارد أن تصبح محركا قويا في ماكنة الدعاية الانتخابية لزوجها موسوي، حيث تستهوي النساء، والشباب الطامحين للتغيير، والتغيير هنا اختيار، وليس شعارا.

فاستمرار نجاد في الحكم يعني مزيدا من التدهور الاقتصادي، ومؤشرا على أن خطر الضربة العسكرية على إيران ما يزال قائما. صحيح أن للمرشد الأعلى الكلمة العليا في إيران، لكن هناك بعدا آخر. فمجرد انتخاب موسوي رئيسا سيعني أن الإيرانيين سيدخلون في مرحلة مراجعة داخلية، وصراع على القوة، هو في مصلحة إيران والمنطقة، حينها لن يكون النقاش، مثلا، حول كيف تدعم طهران حزب الله، بل هل يستحق حزب الله كل ذلك الدعم؟

ولن تكون السياسة الإيرانية فجة، وتصعيدية، بل أكثر دبلوماسية، ليس لأن الثعلب الإيراني بات حملا، بل لأن المنطقة كلها في مزاج سلام، وهناك شعور لدى الرأي العام العربي بأن أوباما يستحق الدعم.

وكل ذلك في وقت فقدت فيه إيران التعاطف الشعبي العربي، أو قل لم يعد على ذلك المستوى المسبوق. فالرئيس الإيراني، أو حتى وزير خارجيته، لم يعودا يتحركان في المنطقة بأريحية كما كانا في السابق، فمجرد حضور نجاد لأي مؤتمر يكون ذلك مدعاة للمقاطعة عربيا.

صحيح أن الإيرانيين ما يزالون يزورون الدول التي تعودوا زيارتها من دون سابق موعد، لكن تلك الدول لم تعد تظهر لهم نفس الحماسة. ومهم هنا ملاحظة السلوك السوري الهادئ في انتخابات لبنان، وتعهدهم للأميركيين بعدم التدخل فيها. وحتى اللقاءات التي تعقد بين المسؤولين الإيرانيين وبعض نظرائهم العرب على هامش المؤتمرات الدولية، فإن ما يدور فيها عكس ما يعلن، حيث تسود فيها اللغة القاسية والجافة.

وها هم المرشحون الإيرانيون يكررون مرارا أن إيران باتت معزولة سياسيا واقتصاديا، على مستوى دولي، وحتى على مستوى المنطقة العربية، فهل تصلح زهرة إيران ما أفسده نجاد ومن خلفه؟  

[email protected]