في تصريح لصحيفة «عكاظ» الصادرة يوم الاثنين الماضي، أكدت نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات نورة الفايز أن تعيين مديرات للتعليم في المناطق أمر سابق لأوانه. ونورة الفايز هي أول سعودية تصل إلى هذا المنصب المرموق، واحتفى بتعيينها الكثيرون من منظور هذه الأسبقية، ورأوا في تعيينها بادرة أولى للحضور النسائي في المواقع الوظيفية العليا، واعتبرها أحد التصنيفات العالمية ـ من خلال موقعها الوظيفي ـ ضمن قائمة المائة الأكثر نفوذا في العالم.
ومن هذا المنظور أحسست بأن التوفيق لم يحالف الدكتورة نورة الفايز في تصريحها، الذي تؤكد فيه أن تعيين مديرات للتعليم في المناطق أمر سابق لأوانه، فهي بهذا المعيار تتيح لخصوم المرأة فرصة القول بأن تعيينها في هذا المنصب ـ الذي يفوق منصب مديرات التعليم ـ سابق لأوانه أيضا، فكيف تستكثر نائب الوزير على العدد الكبير من المربيات في تعليم البنات بمؤهلاتهن المختلفة، وخبراتهن المتعددة منصب مدير تعليم؟! وأي أوان تنتظر أفضل من هذا الأوان الجميل الذي منحها المنصب الرفيع الذي تستحقه بأن تكون نائب وزير؟!
أنا على ثقة بأن نورة الفايز من خلال الوقت القصير الذي قضته مع الكوادر التربوية النسائية في الوزارة وإدارات التعليم قد تعرفت على مجموعة كبيرة من الكفاءات المبهرة، التي قادت التعليم النسائي زمنا طويلا، ومنهن من تستحق أن تخرج من عنق الزجاجة لتقود الإدارة التعليمية بكفاءة لا تقل عن إدارة الرجل، خاصة أن المرأة أقدر على الإشراف المباشر على العملية التعليمية في مدارس البنات من مدير التعليم «الرجل» الذي يدير العملية بالـ«سماعي»!
كنت أتمنى أن تكون تصريحات نورة الفايز أكثر إصرارا على المطالبة باستحقاق المرأة الوظيفي من مثل ذلك التصريح الذي يصيب الكفاءات النسائية الطموحة بالإحباط في انتظار الأوان الذي ترى الفايز أنه لم يأت بعد، فالأولوية التاريخية ـ كما سبق أن كتبت ذات مقال ـ تفرض على نورة الفايز مستويات متعددة من المسؤولية تتجاوز كونها نائب وزير التربية والتعليم إلى اعتبارها تمثل طليعة المجتمع النسائي السعودي في العمل القيادي الحكومي، ومن أبجديات مسؤولياتها دعم وتوسيع دائرة الحضور النسائي في المستويات الوظيفية العليا في حقل تعليم البنات الذي يقع ضمن دائرة مسؤولياتها.
وأخيرا: أتمنى أن يكون تصريح نورة الفايز مجرد زلة لسان، فليس ثمة أوان أفضل من هذا الأوان الذي أوجدته القيادة العظيمة لهذا البلد، وكان من ثماره وصول نورة الفايز إلى منصب نائب الوزير.