ضمن العائلة

TT

لم تتداخل عائلة لبنانية في الصحافة والسياسة كما قدر لعائلة تويني منذ ستة عقود. فقد كان مؤسس «النهار» جبران تويني وزيرا وسفيرا. ومات وهو يلقي كلمته عن القضية الفلسطينية في سانتياغو، عاصمة التشيلي، يوم كان في جولة لكسب أصوات دول أميركا اللاتينية ضد قرار التقسيم.

خلفه في رئاسة تحرير «النهار» نجله الأكبر، غسان، الذي أصبح نائبا وهو في الخامسة والعشرين من العمر، ثم تنقل في مواقع وزارية كثيرة، أولها وزارة التربية، مثل والده. كما أصبح سفيرا لدى الأمم المتحدة.

وحالت الحرب اللبنانية دون وصول نجله جبران باكرا إلى البرلمان، بسبب تعليق الانتخابات. لكن جبران انخرط في السياسة شابا دون العشرين وأصبح صوت لبنان المستقل، إلى أن استشهد وهو نائب عن دائرة الأشرفية، مثل والده، ورئيس لتحرير «النهار». انتخابات الأحد الماضي شهدت فوز نايلة جبران تويني في الأشرفية وهي في عمر جدها غسان يوم فوزه قبل نصف قرن. ومثل والدها وجدها ووالد جدها، سوف يكون لها منبران، الأول، وهو «النهار»، والثاني وهو البرلمان الذي فيه أربعة مقاعد نسائية بدل خمسة مثل البرلمان الماضي. الثلاث الأخريات هن السيدة بهية الحريري وزيرة التربية، وإحدى أبرز وأرقى الوجوه السياسية في لبنان، والسيدة جيلبرت زوين، العضو في الكتلة العونية، والسيدة ستريدا جعجع.

تؤمّن نايلة تويني الاستمرارية السياسية والصحافية في العائلة. وكانت قد انضمت إلى «النهار» قبل اغتيال والدها بفترة، فيما اختارت شقيقتها، ميشيل، البقاء خارج الإطارين. وترك جبران خلفه أربع بنات، بينهن توأمان لم تكونا قد أكملتا العام عندما اغتيل ذات صباح وهو على اتصال هاتفي يومي مع إذاعة «صوت لبنان» لكي يعرف مَن مِن الفقراء تقدم بطلب مساعدة طبية ذلك النهار.

تمر الصحافة اللبنانية ـ مثل لبنان ـ في مرحلة مصيرية شديدة الدقة. فقد أدت الأوضاع السياسية والمنافسة التلفزيونية وتقلص الموازنات الإعلانية، إلى هبوط شديد في المداخيل العادية. وتشمل الأزمة جميع الصحف وليس «النهار» وحدها، غير أن «النهار» تضم أكبر عدد من الصحافيين والعاملين وتستخدم أحدث وسائل الإصدار. وكان جبران تويني قد بنى في ساحة البرج، أجمل الدور الصحافية في الشرق. وكانت متعته أن يقوم بدور الدليل كلما جاءه زائر.