ولكن أحدا لا يغير ماضيه!

TT

لو عرفنا ما سوف يحدث لنا في النهاية لاخترنا نفس البداية. فنحن نعرف أننا سنموت.. فهل ننتحر؟ أي نقتل أنفسنا دون أن نعيش. هل نتصرف، ونحن أحياء، كأننا موتى!

هل لو عرف الأميرال نيلسون أعظم قادة البحر عند الإنجليز أنه في معركة الطرف الأغر سنة 1805 سيفقد كل شيء: عينيه وإحدى ساقيه، ثم يسقط ميتا يوم النصر العظيم! هل كان لا يعمل في البحر في الثانية عشرة من عمره ويصبح قبطانا في العشرين.

أكثر من ذلك أنهم وضعوا جثمانه في برميل من الخمر حتى لا يتعفن! وتيمور لنك الذي كانت له إمبراطورية من الصين إلى تركيا وقتل وأحرق وأغرق. فعندما كان في بلاد فارس هاجم إحدى المدن ووعد إذا استسلمت ألا يسقط قطرة دم على أرضها واستسلمت. ولم تسقط قطرة دم. فقد دفنهم جميعا أحياء. وتكرر ذلك في تركيا عندما قاومه الأرمن فدفنهم أحياء. وفي إحدى الليالي طلب أن توضع جماجم أعدائه على شكل هرم وجلس يأكل ويتمتع بما يرى.. ولكن رائحة العفونة كانت قوية فغمس أنفه في النبيذ حتى لا يشم.. وفى تلك الليلة شرب حتى مات!

ونابليون العظيم قالوا مات مسموما في جزيرة سانت هيلانه سنة 1821. وقالوا سرطان المعدة. وقد حللوا شعر رأسه فوجدوه مسموما. ولكن في سنة 1982 اكتشف البروفسور جرينالت أن نابليون مات امرأة ـ فقد أصيب بمرض معروف اسمه (رولنجر ـ اليسون). وهذا المرض ينشط الهرمونات الأنثوية. فلاحظ أن نابليون صارت بشرته ناعمة.. وبرز نهداه وردفاه؟!

والزعيم السوفيتي خروشوف الذي أطاح بستالين ورجاله وتماثيله وكتبه تكاثر عليه خصومه فأطاحوا به وجردوه من كل مناصبه.. وبعد ذلك وجدوه ميتا في إحدى الحدائق وإلى جواره الراديو الذي تلقاه هدية من الرئيس عبد الناصر.

والرئيس أنور السادات الذي اغتلناه في يوم عيده.. في ذكرى فرحته وفرحتنا الكبرى يوم 6 أكتوبر سنة 1981.. وقد حقق لنا ما لم يستطع أحد ـ ولن يستطيع أحد ـ أن يحققه لولا: ذكاؤه وصبره وبصيرته.

هل لو عرفوا جميعا ما كانت بداياتهم.. هذا مجرد فرض.. لكن أحدا لا يستطيع أن يغير ماضيه.. فقط حاضره ومستقبله!