حرب على مياه النيل!

TT

نهر النيل أطول أنهار الدنيا ـ 4145 ميلا.. والأمازون أربعة آلاف ميل، والمسيسبي 3700 ميل، ويانجتسي 3400 ميل، والكونغو 2700 ميل، والنيجر 2600 ميل، والفولجا 2290 ميلا. ونهر النيل هو النهر الوحيد الذي يجري بخط مستقيم من الجنوب إلى الشمال.

وعلى نهرنا ومياهنا هناك ضجة. فدول المنبع تريد أن تفاوض على حصة مصر من نهر النيل وهو 55 مليار متر مكعب سنويا وفق معاهدات دولية.. فهو حق تاريخي. ويوم صنعنا بحيرة السد العالي كان لا بد من أن نستأذن دول المنبع: إثيوبيا وغيرها. أما السودان فهو مثل مصر: دولة مصب. لأن الأمطار في السودان قليلة وفى مصر أقل. ومواردنا أكثرها يجيء من هضبة إثيوبيا..

المشكلة تظهر وتختفي من حين إلى حين. فدول المنبع بها تقلبات اجتماعية ومذابح بشرية. فالحكومات متغيرة وحاجتها إلى المال شديدة..

هل كان الرئيس السادات هو السبب؟ يجوز. فقد طلب منى الرئيس السادات أن أنشر خبرا. وقال إن الخبر ليس صحيحا ولا يمكن تحقيقه لأن الاتفاقيات الدولية تمنع ذلك. أما الخبر الذي أراده الرئيس السادات أن يكون (بالون اختبار) فهو: الرئيس السادات يحلم باليوم الذي تصل فيه مياه النيل إلى القدس ليتوضأ المسلمون منه، ويصلوا في المسجد الأقصى. بس!

وقامت زوابع في مصر: السادات يريد توصيل الماء إلى إسرائيل.. مصر تخالف الاتفاقيات الدولية وتعطي ماء النيل للأعداء!

وطلب مني الرئيس السادات أن أتابع رد الفعل فأسافر إلى إسرائيل وأستمع. وأعود. وكانت ردود الفعل غريبة. ولما قلت له إن وزيرة إسرائيلية قالت لي: قل للرئيس السادات نحن لا نريد البلهارسيا.. ضحك وقال: بل يريدون البلهارسيا والإنكلستوما وماء النيل.. هاها. واستقر لدينا أن إسرائيل تلعب في منابع النيل، وأنها تساعد على القلق، وأنها تحلم بأن يصلها ماء النيل الذي يجري في ترعة السلام إلى سيناء. وربما إلى فلسطين. فلماذا لا تشرب منه إسرائيل؟

والمعاهدات الدولية تمنع بيع ماء النيل. والكلام كثير ووجع الدماغ قد بدأ مع حرب المياه في الشرق الأوسط وفى العالم أيضا!