خطاب لن يدلي به نتنياهو

TT

فيما يلي ما يجب أن يقوله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد في خطاب السياسات الخاص به والذي كثرت حوله التوقعات، بيد أنه لا يحتمل أن يقول ذلك:

رئيس جامعة بار إيلان موشيه كافا، مسؤولو الكلية الكرام، الضيوف المحترمون، الإسرائيليون الأعزاء:

هناك لحظات في تاريخ كل دولة تدفع رئيسها لمواجهة الحقيقة وقول الحق أمام مواطنيه رجالا ونساء. واللحظة الحالية من مثل هذه اللحظات، إنها لحظة مخاطر، ولكن بها فرصة كبرى.

لقد سمعتم كثيرا مني خلال الأشهر الأخيرة عن المخاطر، وأشعر بالقلق الشديد بخصوص التهديدات القائمة ضد بلادنا، ولكن لم تسمعوا مني بالقدر الكافي عن فرصتنا اليوم لصياغة نهج استراتيجي على المدى الطويل لتقليل هذه التهديدات.

لدينا فرصة، يحتمل ألا تتكرر على مدى أجيال، للوصول إلى نوع من الأمن الإقليمي الذين نسعى إليه منذ أن أسس آباؤنا وأجدادنا هذا البلد الرائع قبل 61 عاما.

ومن المؤكد أن هناك كثيرا من العوائق المحتملة في طريقنا للوصول إلى هذه الرؤية. وخلال كلماتي الأخيرة، سواء كمرشح أو كرئيس للوزراء، كنت أركز على العوائق، وما زلت أعيها جيدا.

ومع ذلك، أود اليوم التركيز على مبررات الأمل، وعلى الأسباب التي تقف وراء اتخاذي بعض الخيارات الجريئة. لقد قررت أن أسير في طريق يحتمل أن يجلب لنا الأمن عن طريق تحقيق سلام مع العالم العربي بأسره والتطبيع بالكامل مع جميع الدول العربية والإسلامية وتسوية نهائية مع جيراننا الفلسطينيين، الذين سوف يلتزمون بوضع حد لبعض المطالب مقابل الحصول على دولة مستقلة في الضفة الغربية وغزة والتمتع بشرعية داخل المجتمع الدولي.

وإذا نجحنا، سنكون في وضع يتيح لنا الوصول إلى حل معقول للتهديد الإيراني، يتمتع بدعم دولي وإقليمي كامل. وسنكون في موقع أفضل للتعامل مع تحدياتنا الداخلية. وسوف نعزز من ديمقراطيتنا واقتصادنا وموقفنا الدولي وسلامتنا الأخلاقية القومية. وفي النهاية، سوف نكون في وضع يسمح لنا بتعزيز الحلم الصهيوني الذي حلم به آباؤنا المؤسسين: دولة يهودية تنعم بالعدل وبالأمان والاستقرار والرخاء على أرض إسرائيل.

ولدينا فرصة لتحقيق جميع ذلك لأن لدينا شريكا. وأنا أتحدث عن شريكنا داخل البيت الأبيض، رئيس الولايات المتحدة، حليفنا الأعظم.

عندما كنت في واشنطن الشهر الماضي، ومن خلال اتصالات لاحقة مع الرئيس أوباما، أدركت أنه على عكس سابقيه، عاقد العزم على تحقيق سلام شامل لمنطقتنا، ويحدوه إصرار على ذلك، وإذا كان ثمة شخص يمكنه أن يتولى جهدا ناجعا للوصول إلى ذلك، فإنه باراك أوباما.

لقد كان الرئيس أوباما مصدر إلهام للشعب الأميركي، وأسر قلوب وعقول مئات الملايين من المواطنين في مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم العرب والمسلمون. كما إنه يقوم فعلا بتعزيز المعتدلين والإصلاحيين في الشرق الأوسط، ونشهد ذلك في إيران ولبنان.

وأنا هنا اليوم لأعلن أن دولة إسرائيل، تحت قيادتي، تختار المساهمة بما تستطيع في هذا التحول الواعد، وتختار إسرائيل العمل مع الرئيس الأميركي، وتكوين شراكة معه ومع المعتدلين في المنطقة من أجل تحقيق الاستقرار والأمن والسلام لشعبنا. وتختار إسرائيل ألا تكون في جانب الممانعين، وتختار أن تقول نعم لتعزيز تفاؤلها الهائل وإبداعاتها من أجل تنفيذ مهمة السلام السامية.

نعم إنه هدف طموح، وبالطبع تكتنفه مخاطر، ويتضمن تضحيات وكفاحا داخليا. ولكني، أعتقد أنه لا يمكن لزعيم إسرائيلي أن يرفض هذه الفرصة.

وأعلن اليوم رغبتي في استئناف المفاوضات، بنية خالصة ومن دون شروط مسبقة، مع زعماء سورية ولبنان، وبالطبع، مع السلطة الفلسطينية. ومع أي رئيس فلسطيني على استعداد لقبول رؤية الدولتين. وفي الوقت الذي أطلب من محاورينا الفلسطينيين أن يأتوا إلى طاولة المفاوضات وأن يديروا ظهورهم لأعمال العنف، آتي إلى الطاولة ولدي نية خالصة. وأصدر تعليماتي إلى حكومتي كي توقف بناء المستوطنات في يهودا والسامرة، ومن يستمر في عملية البناء بصورة غير قانونية سوف يحاكم ويعاقب.

مواطنيّ الإسرائيليين، أنا عاقد العزم على القيام بما أستطيع لضمان نجاح ذلك، وهذا هو واجبي كزعيم إسرائيلي مسؤول، وأدعوكم للتأكيد على إحساس بالمسؤولية ونضج وطني ومساعدتي في دفع البلاد تجاه مستقبل أفضل آمن.

* أوري نير: متحدث باسم «أميركيون من أجل السلام الآن». وقام في السابق بتغطية الشؤون الفلسطينية لصالح «هآرتس» الإسرائيلية وواشنطن لصالح «جويش فوروارد»

* خدمة «واشنطن بوست»

خاص بـ«الشرق الأوسط»