حوارات على بوابة المطار تبدأ بـ«أخو» وتنتهي بـ«شكرا»!

TT

نشرت صحيفة «الوطن» يوم السبت الماضي خبر حلول مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، ومطار الملك خالد الدولي بالرياض في آخر قائمة مطارات العالم التي ضمت 192 مطارا، وفق دراسة أعدتها مؤسسة «سكاي تراكس» الدولية، وهي المؤسسة الوحيدة المتخصصة في تقييم المطارات، والتقييم يشمل الخدمات بدءا من توقف الطائرة حتى مغادرة المسافر المطار.

ولو أن سؤالا يبدأ بـ «لماذا» طرح على بعض المسؤولين عن الخدمات في المطارين لسمعت سيلا من المبررات، والتشكيك في التقييم بدلا من الاعتراف بالحقيقة بأن الخدمات التي تقدم في المطارين أشبه بالخدمات التي تقدمها زوجة الأب لأطفال زوجها، ابتداء من الحافلة المزدحمة التي تقلك من الطائرة إلى صالة المطار في زمن أطول من الزمن الذي استغرقته رحلة الطائرة، وفي تلك الحافلات يتزاحم النساء والرجال في موسقة من بكاء الأطفال، وصولا إلى الطوابير الطويلة أمام «كاونترات» الجوازات.

أما مواقع تسلم الحقائب فطول فترة الانتظار تمنح الركاب فرصة كبيرة للتعارف، و«السواليف»، والسؤال عن الأحوال والعيال، فسيور تسليم الحقائب تشبه الديك الذي يبيض مرة كل عام، فهي تأخذ إغفاءة طويلة بين كل دفعة ودفعة من الحقائب، ويتحول المكان إلى ساحة ضجيج، هذا يبحث عن حقيبته، وآخر يعتذر لمسافر دهس قدميه بعربة نقل الأمتعة، وثالث أشعل سيجارته وسط الزحام لينفث دخانها في وجه الانتظار، ومن باب الاستثناء لا بد من إنصاف رجال الجمارك، فهم أكثر الموجودين في ساحة المطار إنجازا، وأسرعهم أداء.

وحسنا أن تقييم مؤسسة «سكاي تراكس» ينتهي عند خروج المسافر من المطار، فجل العجائب تحدث للمسافر عند بوابة المطار، حينما يحتضنك أحدهم، ويقذفك بحميمية القبلات، فتظنه صديقا سقط من الذاكرة قبل أن تكتشف أنه سائق تاكسي وجد القبلات وسيلة مناسبة لاسترضائك، وإبعاد منافسيه عنك، وبالتالي يضمن إيصالك بأجرة غالبا ما ينتهي مشوارك بالاختلاف حولها، ومن سائقي العربات من يعفيك من القبلات، ويكتفي بعرض خدماته بطرق أخرى لا يتسم جلها باللياقة، وحينما تصل إلى السيارة التي ستقلك إلى وجهتك يكون قد فرض عليك إجراء ما لا يقل عن عشرة حوارات تبدأ بكلمة «أخو»، وتنتهي بعبارة «شكرا»!

ولما كانت المطارات تمثل واجهة البلد، فإن هذا الخبر الصغير المنشور عن تقييم مطاراتنا بالنسبة لـ 192 مطارا حول العالم يفترض أن يجعلنا نعيد ترتيب أولوياتنا لنضع المطارات في الموقع الذي تستحقه من الاهتمام.

[email protected]