أوباما أمام أهرامات الجيزة

TT

على مدار الساعة ونصف الساعة تجول الرئيس أوباما بين أهرامات ومقابر الجيزة، ليرى آثار أعظم حضارة إنسانية في التاريخ. لم يكن مصدقا أنه يقف أمام هرم الملك «خوفو» المعجزة المعمارية الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة. ظل أوباما ينظر إلى قمة الهرم، ويسألني - حيث كنت أرافقه في تلك الزيارة ـ عن كيفية بناء المصريين القدماء للهرم؟، وكيف وصلوا بهذه الأحجار الضخمة إلى قمة البناء الذي وصل ارتفاعه الأصلي إلى 146 مترا؟.

وقد أصر أوباما على الصعود إلى حجرة الدفن داخل الهرم، وأخبرته أنه لم يحدث من قبل أن صعد رئيس دولة أجنبية إلى هذه الحجرة، وقام بهذه المغامرة. ونحن داخل الهرم، بادرني بالسؤال عن مكان دفن الملكات، زوجات الملك «خوفو»؟؛ فقلت له «لقد تم دفنهن داخل أهرامات صغيرة بجوار هرم الملك في الناحية الشرقية منه».

وهنا ضحك، وقال «معنى ذلك أن ميتشيل زوجتي لن تدفن معي!»، وكان ردي عليه أن المشكلة أن الأمريكان وما وصلوا إليه من تكنولوجيا لن يستطيعوا بناء هرم مثل هرم الملك «خوفو».

حاولت في بداية الزيارة أن أزيل الرهبة والرسميات التي غالبا ما تتسم بها مثل هذه الزيارات لرؤساء وملوك الدول، خاصة في ظل مراقبة كاميرات التليفزيونات العالمية وعدسات المصورين. وجاء الفرج عن طريق رام إيمانويل رئيس موظفي البيت الأبيض، عندما قال للرئيس أوباما إنه قد قرأ تقريرا في الـ«نيويورك تايمز» عن زاهي حواس منذ حوالي ثلاثة أسابيع. وانتهزتها فرصة، وأخبرت أوباما عن لقائنا الأول الذي لم نتبادل فيه الحديث عندما كان سيناتورا بشيكاغو، ولم يكن مشهورا في ذلك الوقت، بل لم يكن يفكر في الترشيح لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

كان ذلك اللقاء عندما أتى أوباما لزيارة معرض الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون» بشيكاغو، الذي شاهده أكثر من مليون أمريكي. وفي أحد الأيام، وكنت موجودا بالمتحف الذي يستضيف المعرض، وجدت مدير المتحف يخبرني أن السيناتور أوباما قد جاء لزيارة المعرض بمفرده. وهنا قال لي أوباما إنه لن ينسى هذا المعرض الذي غزا قلوب الشعب الأمريكي.

وعلَّق إيمانويل «ونحن أيضا لن ننسى ما فعله زاهي حواس في آلان رو..»، وبدأ إيمانويل يحكي قصتي مع آلان رو، وهو رئيس شركة «أكسلون»، إحدى الشركات التي كانت ترعى المعرض، فبعدما عرفت أنه يمتلك تابوتا فرعونيا داخل مكتبه، قلت له إن عليه أن يهديه إلى متحف شيكاغو، حيث إنه من غير المقبول أن يمتلك أشخاص آثارا فرعونية يضعونها في المنازل أو المكاتب. وعندما رفض؛ أمرت منظمي المعرض برفع اسم شركته من دعاية المعرض التي تذكر أسماء الرعاة الرسميين. وكانت معركة بيني وبينه، ظلت صحيفة «شيكاغو تريـبيـون» تتحــدث عنها.

وفي اليوم الأخير ذكرت الصحيفة أن هناك فرعونين يتشاجران، ولكن الفرعون الحقيقي هو الذي كسب المعركة، وقد أعاد آلان رو التابوت إلى المتحف. وهنا ابتسم أوباما، وقال إنه يتذكر تماما هذه المعركة، وإنه كان سعيدا جدا عندما نقل التابوت إلى المتحف.. أعتقد أن أوباما شخصية سوف تغير الكثير في العلاقات بين أمريكا والعالم كله، وسوف يذكر التاريخ أن قوة أوباما تأتي من بساطته..

www.drhawass.com