السيمفونية الناقصة

TT

أشهر السيمفونيات هي التي كتبها الموسيقار النمساوي الرومانسي فرنتس شوبرت (21 سنة). وقد كتب ألفي مقطوعة موسيقية، و600 أغنية. وكان يؤلف ويلحن لعدد قليل من الأصدقاء.

أما السيمفونية الناقصة، فهي السيمفونية الثامنة. لقد منحته إحدى الهيئات الموسيقية دبلوما فخريا؛ فكتب هذه السيمفونية امتنانا لها. ولسبب لا نعرفه لم يكملها. فقد كانت تنقصها حركتان. وقد أعطى نص هذه السيمفونية لأحد أصدقائه.. ولا نعرف إنْ كان هذا الصديق قد أضاف إليها، أو أكملها..

ولشوبرت أعمال دينية كثيرة، من أشهرها «بشارة مريم».. وكذلك المزمور 23 من التوراة الذي يقول بلغة قديمة «الرب رعاني؛ فلا يعوزني شيء. في مراع خضر يربطني، وإلى مياه الراحة يوردني. إذا سرت في ظلال الموت، فلا أخاف لأنك معي. تصنع مائدة لضيوفي. أسكن بيت الرب مدى الحياة».

ولم يكن شوبرت فقط الذي ألف ولم يكمل، وإنما الموسيقار مالر أيضا. فقد شرع في كتابة السيمفونية العاشرة، ولم يكملها.

والموسيقار الروسي بورودين لم يكمل سيمفونيته الثانية. وجاء من بعده الموسيقار الروسي كورساكوف، وأكملها. وكورساكوف هو مؤلف «شهرزاد» الرائعة..

قال كورساكوف «لقد جلست شهورا أتقمص شخصية بورودين، حتى استطعت أن أقترب من الجمال والأبهة الموسيقية التي اعتادها بورودين، وخاصة في موسيقى «مراعي الاستبس»»..

والحقيقة أنه لا يوجد عمل كامل.. من كاتب، أو رسام، أو نحات، أو شاعر.. كل منهم عنده شعور بأن هناك شيئا ناقصا في عمله.. وأنه لو اتسع وقته؛ لأعاد صياغة كل ما كتب..

وكان الشاعر الألماني جيته يقول «أكتب.. وأنظم.. وأضع كل ذلك في صندوق، وأتركه، ثم أعود إليه؛ لأكتب شيئا آخر..»، فكل شيء ينقصه شيء.. والكلمة الأخيرة في أي شيء لم يقلها أحد بعد!.