خربش (زي ما أنت عايز)

TT

في عام 1970 كان عدد سكان دول الخليج مجتمعة لا يزيد عن عشرة ملايين نسمة. وتـقول الدراسات الإحصائية والاقتصادية إنه في عام 2010، أي بعد عام واحد، سوف يزيد العدد إلى 35 مليون نسمة، ولا أدري كم سوف يكون العدد بعد 35 سنة!!

هل هذا يدعونا إلى أن ندق نواقيس الخطر، أم أن ندق نواقيس الرقص؟!

* * *

أردت أن أستبدل سيارتي التي عفا عليها الزمن بسيارة جديدة، فأعلنت حالة الطوارئ، وأخذت أفكر وأفكر، ثم أفكر وأفكر، وكذلك بدون مبالغة أفكر وأفكر، أصبحت حياتي لا تـطاق من كثرة التفكير، وعافت نفسي الأكل، وهرب النوم من أجفان عيوني.. وذلك بسبب أنني سوف أفارق حبيبة عمري سيارتي القديمة، وأنـتم مثلما تعرفون عني، فأنا شديد الوفاء، وسريع الدمعة، ولكن للأسف أنه ما من الفراق بد، فالقديمة أصبحت (مبوّشة) والدخان يخرج من أسفلها، وليس لها علاج عند أي عطار أو سمكري مثلما قيل لي.. لهذا فقد قررت بيعها أو استبدالها، وبما أن قرار الشراء كان صعبا عليّ، فذهبت إلى من توسمت به الخبرة لكي أستشيره، فقال لي: أنصحك لا تشتري سيارة جديدة. سألته: لماذا؟!، فقال لأنك أول ما أن تتسلمها وتخرج بها من المعرض سوف تـنزل قيمتها رأسا 15%.. فاقـتنعت بكلامه وذهبت إلى معرض يبيع السيارات المستعملة، فعرض علي البائع سيارة عدادها لم يزد عن 5000 كيلو، فيما أن موديلها هو (2004)، فاستغربت وقلت للبائع كيف أنها خلال خمس سنوات لم يتعد عدادها الخمسة آلاف كيلو، فقال لي وهو يضحك: إن صاحبها رجل عجوز لا يتحرك بها إلاّ نادرا، يعني (بالسنة حسنة)، لا تـتردد يا أهبل (خذها وأنت مغمض) فهي فرصة لن تـتكرر، وفعلا اشتريتها وأنا مغمض، وبعدها بأيام، ذهبت إلى من نصحني بشراء سيارة قديمة، وبحكم أنه خبير في عالم السيارات أخذ يتفحصها، وبعدها فاجأني قائلا: كم أنت غبي، كيف تشتري سيارة بهذا الثمن وعدادها ماشي (مائة وخمسة آلاف كيلو)، واتضح أن البائع قد لعب وأخر عداد الكيلومترات، يعني طيّر (مائة ألف كيلومتر)، حقا إنني (ذكي ومفتّح) وكمان لست بأهبل، والسيارة لا زالت بحوزتي، وذهبت إلى خطاط وكتب على مؤخرتها بخط النسخ: (عجوز ومتصابية).

* * *

وراء كل رجل عظيم امرأة، تقول لـه: (يا تافه).

ووراء كل رجل ممتلئ جهلا وغرورا (ونـقودا) امرأة تـقول لـه:

خربش (زي ما انت عايز).

[email protected]