لابد أن يسألوا السفير السعودي!

TT

بعد مناقشة طويلة مع الرئيس الفلبيني كارلوس عن اضطهاد المسلمين في جزيرة مندناو قال لي: هل تقبل دعوتي لرؤية المسلمين ومناقشتهم في جزيرة مندناو..

وقبلت على الفور. وركبت طائرة صغيرة كانت ألعوبة العواصف. فكانت تهتز بعنف، وأما الأمطار ففي داخل الطائرة. فمعظم المسافرين يحملون أقفاصا. والأقفاص فيها ديوك. وهذه الديوك قد أعدوها للمعارك بين الديوك. فأهم رياضة هي (صراع الديوك).. أهم من كرة القدم ومصارعة الثيران.. والديوك من نوع خاص. وقد وضعوا في أقدامها أمواسا حادة. فإذا اشتبك ديك مع ديك آخر ذبحه. وتنتهي المعركة بالتصفيق للقاتل. وهناك مراهنات. هذه المراهنات أدت إلى خراب بيوت كثيرين من الفقراء ـ معظمهم فقراء!

وكانت هذه الديوك تمطرنا بمخلفاتها ولا أحد يندهش أو يعتذر. فهم يرون أنه من الطبيعي أن تفعل الديوك ذلك فهي في حالة اضطراب عصبي شديد. والناس أيضا..

وتشاء الصدفة أن نكون في رمضان. وأدهشني أنهم يرون الشمس تغرب أمام عيونهم ولا يفطرون. ولم أعرف من أسأل أو بأية لغة أتساءل. إنهم جلسوا في صمت ينتظرون حتى صادفت طالبا أزهريا يعرف العربية. وسألته، قال: إنهم يتصلون بالسفارة السعودية في مانيلا ويسألون عن موعد الإفطار، وأحيانا لا يجدون السفير السعودي فيبحثون عن السفير المصري.. وأحيانا يفطرون عند منتصف الليل على مسؤوليتهم!

وطلبت إليه أن يقول لهم: إنني مسلم وأدرس في الأزهر.. وأن الدين يقول الإفطار إذا غربت الشمس.. ولا يوجد أي سبب للاتصال بالسفراء المسلمين..

وبدأت أنا بتناول الطعام. ونظروا بعضهم لبعض.. وهو أيضا. ولم تمتد أيديهم إلى الطعام. وفجأة هجموا على الطعام فقد وجدوا السفير السعودي وسألوه!