عهد عبد الله

TT

كلمة «عهد» عادة ما يكثر استخدامها لأغراض سياسية ودعائية كجزء من أبواق إعلامية الغاية منها إحداث ضجيج سياسي «مزعج» لغايات ترويجية واستراتيجية لأنظمة سياسية تعاني ما تعاني من هشاشة المصداقية بين شعوبها. ولكن الكلمة تظلَم في هذه الحالة، خصوصا إذا كان بالإمكان استخدامها عن حق وجدارة.

هذه الأيام يحتفل السعوديون بمناسبة مهمة وعزيزة عليهم جميعا، وهي مرور أربع سنوات على بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وفي فترة بسيطة جدا في عمر الشعوب استطاع العاهل السعودي تحريك الشيء الكثير في المياه السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية الراكدة في بلاده، وفتح ملفات كانت من أشباه المستحيلات التطرق إليها أو حتى مجرد التفكير فيها.

واجه التطرف بشجاعة وحكمة، وانفتح على الحوار بشتى أنواعه حتى باتت سمة أساسية في عهده. ففتح ملف التعليم، وواجه التحدي الأكبر بجرأة، مقرا بوجود المشكلة، وبات تداول منصب وزير التربية والتعليم كتعبير رسمي عن الرغبة في التطوير والإصلاح المستمر والمستدام بدلا من الركود والجمود.

وفتح ملف القضاء والعدل بشكل غير مسبوق، وبدأ الناس يعتقدون أن هناك أملا جادا في رؤية النتائج الإيجابية في ملف هو الأكثر حساسية في حياة المواطن السعودي.

مؤشرات الثقة وملامح التغيير الاجتماعي والتفاعل الفعال ما بين المواطن والدولة، ومصطلحات «كحقوق الإنسان» و«حرية التعبير» و«أهمية النقد» و«الشفافية» و«المحاسبة»، باتت جزءا أساسيا من الخطاب الجديد للمواطن.

تكرست في عهد الملك عبد الله المكانة العالمية المميزة للسعودية على الصعيد الاقتصادي، وتكرس دوره وبقوة كأحد حكماء العالم، تساهم بلاده بقيادته بشكل عملي في تكريس اسم «مملكة الإنسانية»، الذي بات مرادفا للاسم الرسمي للبلاد. ويشهد على هذه المساهمات القوية السياسة السعودية في لبنان وفلسطين والعراق ودول مجلس التعاون الخليجي وغيرها.

السعوديون رفعوا صور مليكهم في مناسبات مختلفة وألصقوها على سياراتهم دون أمر أو توجيه كما يحدث في بلاد وأنظمة أخرى. دخل قلوبهم لأنهم أحسنوا الظن فيه وشعروا بصدق نواياه ورغبته الحقيقية في الإصلاح وتطوير وتحسين معيشتهم وأحوالهم. وهذه شهادة لا تحتاج لوسائل مستفزة ولا غير عادية لتثبيت ذلك، وهذا بحق أكبر شهادة.

[email protected]