توضيح يشبه الاعتذار

TT

عندما كتبت في مقال سابق عن (عبد الكريم الجرباء) تحت عنوان: (النهاب الوهاب)، لم يكن يدور بخلدي إلا الإشادة به، وأكبر دلالة هو الكم الهائل من الرسائل التي وصلت على (إيميلي) من مختلف الأنحاء وكلها تـقريبا تعبر عن إعجابها بذلك الأمير الشجاع الكريم.

غير أن رسالة طويلة وصلتني من أخي محمد الجرباء، يعتب فيها عليّ بوصفي لعبد الكريم (بالنهاب)، وغاب عن أخي محمد أن النهاب أيام (الفروسية) الحقة غير النهاب في وقتنا الحاضر.

والكل يعلم أن بادية العرب منذ العصر الجاهلي إلى السنوات الأولى من القرن العشرين، وهي تغزو بعضها البعض من أجل الماء أو الكلأ أو (الحلال) أو النفوذ، والكل كان قابلا بذلك القانون ومنضويا تحت لوائه، ولولا ذلك ما كانت هناك أشعار المديح والهجاء والفخر.

وصفة (النهاب الوهاب) في ذلك الزمن القديم كانت معروفة ولم تطلق على كل من هب ودب ممن لا يستحقونها عن جدارة، ولكنها كانت تطلق فقط على من ينطبق عليه بيت الشعر الخالد (للمتنبي):

لولا المشقة ساد الناس كلهمو

الجود يـفقر والإقدام قـتال

وأجزم أن بيت الشعر هذا ينطبق على عبد الكريم.

ومع ذلك سوف أقتطع بعض فقرات من رسالة الأخ محمد التي يرد فيها عليّ ويقول فيها:

«1) إن عبد الكريم الجرباء لم يكن نهاباً للمستضعفين بل حامياً لهم بمقابل ومانحاً للمعوزين بدون مقابل.

2) الثائر ضد الطغيان العثماني ومطالباً بحقوق وكرامة قومه ليس نهاباً.

3) الغازي مثله للقوى والقبائل المتحالفة ضده لصالح أعدائه لا يعتبر نهاباً.

4) المشنوق وعمره 36 عاماً ثائراً وتقدمه القبائل هدية لأعدائه لا يعتبر نهاباً.

5) الذي يهجم على 400 قرية ومخفر تابعة للعثمانيين ويحرقها معلناً ثورته لتسمى تلك السنة (بخراب عبد الكريم) لا يعتبر نهاباً للغلابة بل محررهم.

فامتدحه كل من أراد التخلص من العثمانيين في العراق وسوريا ومصر، رغم أنه لم يكن يدرك أو يحلم بخلاص عربي على هذا المستوى. فهو ليس مؤدلج سوى بالشعور العربي الحر على الطريقة الصحراوية في المكان الآمن لممارسة الحرية والشعور بها حقاً.. ألا وهي الصحراء». ـ انتهى.

مع احترامي لقبيلة (شمر) في الجزيرة العربية والعراق.

[email protected]