دولة عربية لم تغير رئيسا منذ 30 عاما

TT

فضلا اقرأ السؤال التالي ثم اختر الإجابة الصحيحة التي يمكن أن تكون فقرة واحدة، أو فقرتين مع بعض:

أي الدول العربية التي لم تغير رئيساً خلال ثلاثين عاماً؟

أ. مصر

ب‌. اليمن.

ت‌. ليبيا.

الإجابة الصحيحة هي (ب، ت) ولذا فإن البعض أساء فهم تصريح أمير قطر، وإشادته بـ «الديموقراطية الإيرانية»، خصوصاً القول إن إيران «عرفت أربعة رؤساء منذ مجيء الثورة الإيرانية قبل ثلاثين عاماً»، بينما، ووفقاً للتصريح القطري، «خلال هذه الفترة، لم يتغير الرئيس في بعض الدول العربية، وبالتالي هذا يدل على أن إيران تمارس الديموقراطية».

والحقائق تقول إن القيادة الليبية في سدة الحكم منذ 1969، واليمنية منذ 1978، والقيادة المصرية منذ 1981، وللجميع طول العمر إن شاء الله. ولذا فلا يجب تفسير التصريح القطري على أنه يقصد مصر، لأنه ينطبق على ليبيا أكثر.

لكن اللافت هو القول إن ما يحدث في إيران اليوم هو «إرهاصات تحصل كما في كل ديموقراطية، وهذا ما حصل بعد الثورة الفرنسية». فإذا كان المقصود بتشبيه ما يحدث في إيران الآن بالثورة الفرنسية، فذلك أمر جميل، لأنه يعني أن إيران ديكتاتورية، وقد تقودها «الثورة الخضراء» إلى أن تصبح حديقة الديموقراطية الغناء بمنطقتنا، بدلا من كونها «حديقة الأحزان» كما سماها الباحث مصطفى اللباد.

أما عدا ذلك فلا يمكن تشبيه تجربة إيران بتجربة الثورة الفرنسية التي جاءت بواحدة من أعرق الديموقراطيات، بينما إيران، وإن شهدت أربعة رؤساء، فقد جاءت بنظام ديكتاتوري غير مسبوق في منطقتنا من حيث ادعائه الديموقراطية.

فالديموقراطية لا تعني أن يجيز فرد، وهو المرشد الأعلى، من لهم حق الترشح للانتخابات، والديموقراطية لا تخشى، أو تمنع وسائل الإعلام، وتقوم بقطع خطوط الهاتف، وتطرد الصحافيين الأجانب، وتعتقل الصحافيين المحليين.

كما أن الديموقراطية لا تعني إطلاق النار على المتظاهرين، لأن التظاهر حق من الحقوق الديموقراطية، كما أن الدول الديموقراطية لا تخاف من الانترنت، وتويتر، ويوتيوب، وتقتل امرأة لا حول لها ولا قوة، مثل ندا الإيرانية.

أما عن إرهاصات الديموقراطية فهي ليست كما يحدث في إيران، بل مثل ما حدث في انتخابات عام 2000 في أميركا بين جورج بوش وآل غور، يوم أعلن الطرفان فوزهما بالانتخابات الرئاسية، ووقعت إشكالية حول الأصوات غير المعدودة أو غير الصالحة في فلوريدا.

يومها لجأ الطرفان للآليات الرسمية، وظلت الدولة العظمى قرابة الأربعين يوما لا تعرف من هو الرئيس المنتخب، ولم تعلن واشنطن الطوارئ، ولم يحدث إطلاق نار، أو اعتقال للمحتجين، أو إغلاق أميركا أمام العالم، حتى صدر حكم المحكمة العليا بأن بوش هو الرئيس.

هذه هي إرهاصات الديموقراطية، أما ما نشاهده في إيران اليوم فهو عنف دولة، خصوصا أن السلطات الإيرانية أقرت، حتى الآن، بمخالفات طالت 3 ملايين صوت، وهذا العدد يساوي تعداد سكان دولتين خليجيتين على الأقل.

مشكلتنا أننا لا نحن بالديموقراطيين، ولا جمهورياتنا جمهوريات، وحتى عراقة إماراتنا وملكياتنا لا يتمسك البعض بها، وهي التي أنجزت، وقدمت للإنسان الكثير.

هذه هي الملاحظات، عدا عن ذلك فالتصريح القطري جيد عموما!

[email protected]