ماذا لو كان خللا فنيا؟!

TT

كمواطن خليجي بسيط فإن نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية لا تعنيني كثيرا، كما ولا يثير تفاؤلي الصراع الدائر في الشارع الإيراني ما دامت المشاريع والطموحات وأحلام السيطرة باقية في كل الأحوال، ففي النهاية نتائج الانتخابات لن تغير إلا سياسات وأسلوب تحقيق ومقاربة هذه الأهداف على المدى البعيد، فسواء أكان الرئيس أحمدي نجاد أو مير موسوي فلن تتراجع إيران عن طموحاتها في التحكم بمياه الخليج «العربي» ودوله إن أمكن، ولن تتوقف عن اللعب مع الكبار في العراق، ولن تخفف من دورها وتأثيرها في الساحة اللبنانية، ولن تقلل من دعمها للحوثيين في اليمن، ولن تلغي مشروعها النووي بهذه البساطة كما قد يتوقع بعض البسطاء، وهذا مربط الفرس. وما يقض مضجعي كوني من سكان الضفة الأخرى القريبة لإيران، لا مشاريع إعادة تصدير الثورة بمختلف الاتجاهات والأشكال. فبظني المتواضع أن أكثر ما أثار الشارع الإيراني واستفز الناس ليس نجاح مرشح على حساب آخر بقدر ما هو الاستهتار بقيمتهم وقيمة رأيهم وأصواتهم وجهودهم من خلال ما يعتقدونه تزويرا للانتخابات بشكل فاضح ومكشوف، فلربما لو كان التزوير بنسب فوز أقل وبشكل أكثر قابلية للتصديق ويتناسب مع مزاج وتقارير واستبيانات ما قبل الانتخابات لربما ما كان مثل رد الفعل هذا قد حدث.

ومن هنا فلو صدقت مزاعم المعارضة واتضح أن السلطات الإيرانية كانت غير قادرة على إدارة عملية بسيطة مثل هذه للتزوير والتلاعب بنتائج الانتخابات وتمريرها بهدوء وسلاسة على الجماهير فكيف نثق بالخبرات والكفاءات الإيرانية في إدارة مفاعل نووي مجهز بآلاف أجهزة الطرد وكميات ضخمة من اليورانيوم المخصب، فالعملية في هذه الحالة أكثر صعوبة وتعقيدا ملايين المرات من مجرد وضع ورقة إضافية داخل صندوق مغلق!

هذا بصراحة فقط ما يقلقني.

* كاتب كويتي