فإذا أعجبها العش اختارت صاحبه!

TT

من أجمل حكايات التزاوج بين الطيور.. أن الذكور هي التي تقوم بكل العمل.. فالذكر يغني ويرقص لعله يلفت نظر الأنثى فتنصرف عن بقية الذكور.. ولكن الذكور تمضي في الاستعراض.. يستعرض طول ريشه وألوانه.. ويستعرض قدرته على القفز الرشيق والطيران الدقيق واختيار الأغنيات التي تبهر الأنثى. ومن الغريب أن هذه الطيور تبتكر. فمن المعروف أن كل طائر له لحن واحد يكرره. والتكرار ليس محببا، فالمطرب يكرر والمطربة تكرر والمستمعون يطلبون إليهما ذلك.. وكذلك الطيور لا تكتفي باللحن المميز لها وإنما تبتكر كل ذلك من أجل الأنثى..

ويرى العالم البريطاني الكبير دافيد اتنبرو أن الطيور عندها فن.. وليس فقط الغريزة هي التي تحركها. فهناك ذوق وهناك تصرف من جانب الطائر الذكر..

فبعض الطيور تبني العش ـ تماما كما نعد الشقة الجميلة للعروس ـ وتبنيه بالأغصان وأوراق الشجر.. وتجعله واسعا. وتجعل له منفذين لمرور الهواء وتجديده.. أكثر من ذلك أنه يأتي بأجنحة الصراصير اللامعة في الليل أو ببعض المحار المكسر ويفرشها عند مدخل العش.. فتشعر الأنثى أنه قد فرش لها الأرض زجاجا ملونا أو مصابيح مضيئة.. وتجيء الأنثى وترى بنفسها.. ولا تكتفي بهذا بل تذهب إلى أعشاش أخرى وتختار أنسبها وأحسنها.. ومن طرف خفي تنظر إلى العريس نفسه.. ثم تختار. أما الاختيار فهو أن تخفي رأسها وتستدير للذكر.. وألف مبروك!