غلطة صحفي صغير!

TT

كان من عادات أم كلثوم سيدة الغناء العربي أن تقرأ الأغنية مرات قبل تلحينها، فإذا لم تسترِح إلى كلمة طلبت من المؤلف تغييرها أو غيرتها هي. وكثيرا ما استدعت الشاعر أحمد رامي لتغيير أو حذف كلمة أو سطر من أية أغنية مهما كان مؤلفها كبيرا.

وكذلك كان الموسيقار بليغ حمدي. فبليغ حمدي شاعر غنائي، وله أغنيات من تأليفه، ولم يجد حرجا في أن ينسبها إلى آخرين.

وقد رأيت أم كلثوم وهى تجرِّب نطق بعض الكلمات في قصيدة (وُلد الهدى) لأمير الشعراء شوقي، وتوقفت عند أحد الأبيات وطلبت من أحمد رامي أن يستبعد هذا البيت لأن حرفي القاف والعين في كلمة واحدة أو في كلمتين لا يساعد صوتها على الانطلاق. وتم استبعاد الكلمة التي لم تسترِح إليها.

والموسيقار محمد عبد الوهاب حدثني عن قصيدة غناها لشاعر قديم، وطلب حذف كلمتين. الكلمتان هما: (أم سعد).. أما البيت فهو: «أُعْجبَتْ بي بين نادي قومها.. (أُمُّ سعدٍ ) فمضتْ تسألُ بي»

وقال عبد الوهاب إنه طلب حذف (أم سعد) لأنه كان متهما بعلاقة غرامية مع زوجة أخيه الشيخ حسن.. وهى (أم) سعد عبد الوهاب المطرب أيضا.

ونشرت كل ما قاله عبد الوهاب، وكنت صغيرا لم أدرك خطورة ما قاله عبد الوهاب. واعتذرت، ولكن بعد أن أصبحت هذه الفضيحة لبانة في كل فم، وظللت سنوات لا أعرف كيف أواجه سعد عبد الوهاب ووالده ومحمد عبد الوهاب نفسه..

وجاء الزمن ومسح هذه البقعة السوداء في العلاقة الحميمة بيننا سنوات طويلة!