4 أعوام لبنانية للملك عبد الله

TT

تميزت الأعوام الأربعة على تولي خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، بالكثير من الإنجازات على الصعيدين السعودي والعربي، فكانت أربعة أعوام من الخطوات الجبارة التي قام بها الملك عبد الله بن عبد العزيز، رجل المواقف الصلبة التي تنم عن الشهامة العربية والأصالة والشجاعة والرأي السديد والحنكة في إدارة شؤون المملكة، التي أضحت خلال هذه الفترة في مصاف الدول المتقدمة. وما حققه خادم الحرمين الشريفين من إنجازات في كل مدن المملكة دليل واضح على حكمته وإدارته لأبناء شعبه، فبتنا نرى دولة قوية متماسكة وحركة إنماء وإعمار ومشاريع ذات مواصفات عالمية، ورعاية للشؤون الاجتماعية والصحية والتربوية وفي كل الميادين، وذلك موضع اعتزاز لما قام به الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال الأعوام الأربعة المنصرمة.

صداقتي بخادم الحرمين الشريفين قديمة وأعتز بها، فهو يمتاز بالشهامة والأصالة العربيتين، ورجل شجاع، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالقضايا العربية، ولا سيما بالقضية الفلسطينية، بحيث يوليها كل عناية واهتمام.

أما علاقته بلبنان فهي حكاية ومحبة خاصة تربطه بهذا البلد منذ سنوات طويلة، فثمة صداقات تجمعه مع عدد من القيادات والشخصيات اللبنانية، وقد زار لبنان مرارا ويكنّ له كل تقدير ورعاية، ولذا ما تقدمه المملكة اليوم للبنان ليس بالأمر الجديد، فهذا الدعم الذي نلقاه وبتوجهات خاصة من الملك عبد الله في كل المجالات إنما هو امتداد للعلاقة التاريخية بين لبنان والمملكة العربية السعودية، وقد لمست ذلك في محطات تاريخية من خلال الرعاية الخاصة التي تلقاها الجالية اللبنانية في السعودية من حسن المعاملة والتقدير، إلى ما قدمته المملكة في أثناء حرب تموز (يوليو)، وقد كنت وزيرا للمهجرين فكانت المساعدات من السعودية لإغاثة النازحين وإعادة الإعمار هي الأبرز على الإطلاق.

إن خادم الحرمين الشريفين حقق للعرب وحدتهم وعزتهم وأعاد الوئام إلى صفوفهم من خلال مبادرته التوافقية في قمة الكويت، التي ساهمت في نجاح قمة الدوحة، وبالتالي وأد الخلافات بين القادة العرب، وتحقيق التضامن للأمة العربية والإسلامية، من خلال نظرته الثاقبة لمسار الأمور وحكمته في معالجة الأوضاع، مما فوت على أعداء هذه الأمة شق الصف العربي، فكانت مبادرة الملك عبد الله إنجازا تاريخيا لم تزل مفاعليها قائمة. ونحن في لبنان نقدر ونثمن هذه المسيرة الرائدة لخادم الحرمين الشريفين من خلال حرص المملكة على استقرار وازدهار لبنان، إلى دعمها للشعب اللبناني دون أن تميز بين هذا الفريق وذاك، أو بين هذه الجهة وتلك، ولطالما كانت السعودية في طليعة الدول الداعمة للبنان بتوجهات من خادم الحرمين الشريفين.

نتمنى للملك عبد الله بن عبد العزيز طول العمر والتوفيق في مهامه، وللشعب السعودي الشقيق دوام الصحة والازدهار والتقدم، في ظل المسيرة المظفرة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين ومعه القيادة السعودية الحكيمة، وذلك دعاء كل اللبنانيين الذين يحفظون الجميل للأيادي البيضاء للمملكة تجاه كل اللبنانيين على حد سواء.

* نائب في البرلمان اللبناني