أميركا.. وتداعيات الانتخابات الإيرانية

TT

ما يحدث في إيران هو أمر داخلي بحت يخص الإيرانيين، ولكن يجب علينا جميعا أن نقف شهودا على الأحداث التي تفاقمت على مر الأيام الماضية بما فيها من اعتداءات بالضرب والسجن، وما صاحب ذلك من خسارة لأرواح الأبرياء. إن الإيرانيين يعبرون عن آرائهم بكبرياء وكرامة من خلال إسماع أصواتهم بالتجمع السلمي. إن ردة الفعل التلقائية للشعب الإيراني بمختلف طبقاته وبجميع أبعاده هي ردة فعل منبثقة من إيران ولم يحرض عليها «الغرب» كما تود وتحاول الحكومة الإيرانية أن تقنع الناس به. نحن نعتقد بأن الأيام التي كانت تتجنب فيها الحكومة الإيرانية مسؤولياتها بإلقاء اللوم على الغير قد انتهت. وقد قال الرئيس باراك أوباما «إن هذه الاستراتيجية الممجوجة المتمثلة في استخدام التوترات القديمة لتحويل دول أخرى إلى كبش فداء لن تنجح مرة أخرى في إيران. ما يحدث لا علاقة له بالولايات المتحدة ولا بالغرب، بل هو متعلق بالشعب الإيراني وبالمستقبل الذي سيختاره بنفسه ولا أحد سواه». إن هذه المحاولة من قبل البعض في الحكومة الإيرانية لتفادي النقاش حول مستقبل إيران باتهام الولايات المتحدة بالتدخل في أمورها الداخلية لن تنجح لأنها ادعاءات خاطئة جملة وتفصيلا، وهي اتهامات تدعو إلى السخرية.

لقد ساء الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وأثار حفيظتهما رد فعل النظام الإيراني غير المتزن خاصة لجوءه إلى أساليب العنف والقمع في التعامل مع المسيرة السلمية للمواطنين الإيرانيين، وقد قال أوباما «إنني أشجب بقوة هذه الأعمال غير العادلة، وأنضم إلى الشعب الأميركي في الحزن على كل خسارة في أرواح الأبرياء». إن الوضع في إيران يثير القلق وسوف ننتظر لنرى إلى ماذا تؤول الأمور. إن التركيز يجب أن لا يكون على ما ستفعله أو تقوله أميركا، بل التركيز يجب أن يكون على الحكومة الإيرانية ومعاملتها لشعبها. وكما شاهدنا خلال الأيام القليلة الماضية «لن تكون هناك قبضة حديدية قوية بما يكفي لمنع العالم من أن يكون شاهدا على السعي السلمي من أجل العدالة. ورغم جهود الحكومة الإيرانية المتمثلة في طرد الصحافيين الأجانب وعزل نفسها، فإن صورا معبرة قوية وكلمات مؤثرة وصلتنا عبر الهواتف الجوالة وأجهزة الكمبيوتر، وهكذا فإننا شاهدنا ما يفعله الشعب الإيراني». وتابع الرئيس بقوله «إن أولئك الذين يقفون دفاعا عن العدالة هم دائما في الجانب المحق من التاريخ». يبقى أن كبت الأفكار ليس أسلوبا ناجعا للقضاء عليها. فإن أرادت الحكومة في طهران أن تحظى باحترام المجتمع الدولي لها، فعليها أن تحترم حقوق المواطنين الإيرانيين وأن تتجاوب مع رغباتهم؛ فالإكراه ليس سبيلا للحكم بل الإجماع هو الوسيلة.

نحن نحترم سيادة إيران ولكن الحكومة الإيرانية لم تقدم أي إشارات إيجابية نحو محاولاتنا لإعطائها فرصا للعودة إلى عائلة الأمم من خلال التوقف عن السعي نحو امتلاك مقدرة نووية حربية ووقف تصدير الإرهاب. بالإضافة إلى ذلك فإن احترام المجتمع الدولي لها يتم عن طريق احترام حقوق وآراء شعبها خاصة أن عملية التصويت قد شابها ما يعيبها باعتراف حكومة طهران. إن شجاعة وكرامة الشعب الإيراني في سعيه نحو العدالة هي حقا مصدر تشجيع وتفاؤل.

* فريق التواصل الإلكتروني في وزارة الخارجية الأميركية