كلنا في بطن الحوت!

TT

في رقبتي سلسلة من ذهب تنتهي بآية من القرآن الكريم. ورثتها عن أبي. ولم أسأل ما المعنى. إنها آية كريمة. ولكن، لماذا هذه الآية؟. كان والدي يرى أن كل إنسان له آية تناسبه، وأن والدي اختار لنفسه هذه الآية، وأنا من بعده: الآية الكريمة تقول «وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين».. صدق الله العظيم.

وعرفت فيما بعد قصة نبي الله ذي النون، أي صاحب الحوت. إنه يونس ـ عليه السلام ـ الذي ابتلعه الحوت، وكأنه غواصة تنقله من البحر إلى الشاطئ سالما. ولا بد أن الذي لفت نظر والدي ـ وأنا أيضا ـ أن الله استجاب لدعائه ونجاه من الكرب العظيم.

وهذه الآية على قلبي وورائي أيضا.. وأشعر معها وبها بالأمان، واليقين بأن الله سوف ينجيني. وقد أنقذني من مصائب كثيرة ومن محن عظيمة.. فالحمد لله..

وقرأت عن يونس عليه السلام. قال الأديب الوجودي ألبير كامي.. إن الحوت الذي ابتلع يونس ما هو إلا الجماهير التي تبتلع الفنان وتقتل الموهبة. صحيح أن يونس قد نجا، ولكن من الصعب أن ينجو الإنسان أو يهرب بجلده. كيف يهرب من جلده، ومن لونه، ومن طبقته، ومن التقاليد والقيود الأخرى التي تشبه جاذبية الأرض.. تشده، أراد، أو لم يرد. إن يونس فقط هو الذي نجا من الحوت، أما نحن، فهذا أمل، ولن نفقد الأمل. سوف نقاوم، وعلى الله نتوكل، وهو وحده الذي ينجينا من المرض والفقر، كما نَجَّى يونس عليه السلام!.