لماذا نبني أضخم سياج حدودي في بلادنا؟

TT

أمن الحدود هو أمن المجتمع، فالدار التي لا سياج لها مطمع للمتربصين والعابثين والمهاجرين غير الشرعيين، وتتمثل معاناة الكثير من الدول حول العالم اليوم في عدم قدرتها على تأمين حدودها، وضبط أطرافها، ولذا كنت سعيدا، وأنا اقرأ في صحيفة «الشرق الأوسط» الخميس الماضي خبر إنهاء السعودية صفقة تنفيذ مشروع أمن الحدود مع إحدى الشركات الأوروبية، باعتبار أن المشروع يشكل أضخم سياج حدودي في المنطقة، ويغطي كامل الحدود البرية والبحرية والجوية للبلاد، والسياج هذا ـ بطبيعة الحال ـ ليس سياجا بالمعنى التقليدي، ولكنه عبارة عن منظومة أمنية كاملة تتضمن أجهزة اتصال متطورة، وكاميرات مراقبة، وكاميرات حرارية، وكاميرات مراقبة محمولة للفرق الدورية البرية منها والجوية والبحرية، إضافة إلى الرادارات، وأجهزة الاستشعار عن بعد، وغرف للسيطرة والتحكم مرتبطة بأجهزة اتصال متقدمة لنقل جميع ما ترصده وسائل المراقبة، وربط كل ذلك بمركز رئيسي في العاصمة الرياض.

والسؤال: ما مدى أهمية هذا السياج بالنسبة للسعودية؟

قبل الإجابة علينا أن نستعرض بعض الحقائق الأساسية مثل:

ـ امتلاك السعودية لأطول شريط حدودي في المنطقة.

ـ الاستهداف المتكرر للسعودية من قبل عصابات التهريب، وبصورة خاصة عصابات تهريب السلاح والمخدرات.

ـ كثرة المتسللين إلى البلاد، والهجرة غير الشرعية.

ـ تسلل بعض المطلوبين الأمنيين إلى داخل البلاد أو خارجها.

وفي ظل هذه الحدود المتسعة، وكميات المخدرات التي يتم ضبطها سنويا، وبعض محاولات تهريب الأسلحة، وأعداد المتسللين, تصبح إقامة هذا السياج ضرورة أمنية لحماية البلاد من اثنين من أخطر أوبئة العصر: الإرهاب، والمخدرات، فكلاهما من أسوأ، وأشرس ما يمكن أن تبتلى به المجتمعات، ناهيك عما تحدثه الهجرة غير الشرعية إلى داخل البلاد من كوارث أمنية، واقتصادية، واجتماعية، وأخلاقية.

فإذا كان من المعتاد أن يسيّج الفرد داره لحمايتها من اللصوص، والعابثين، ومنتهكي الخصوصية، فإن الوطن هو الدار الكبيرة التي نسيّجها اليوم بأحدث مبتكرات العصر ومستحدثاته لحمايتها من الإرهاب، والمخدرات، والهجرات غير الشرعية لننعم، وينعم أبناؤنا داخلها بالطمأنينة والأمان.

وهذا الإنجاز العظيم يضاف إلى منظومة المنجزات الأمنية الكبيرة التي حققتها وزارة الداخلية السعودية بقيادة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، فالأمن ـ بمفهومه الشامل ـ يمثل المفتاح لقياس تقدم الدول، ورفاه الشعوب.

[email protected]